المؤسسة الأمنية والقضائية من منظور أبوبكر الجامعي.. الكذاب المثقف أخطر بكثير من الكذاب الجاهل    

الكذب بشتى أنواعه وغاياته يبقى صفة ذميمة يتصف بها معظم البشر إلا من رحم ربك. لكن الكذابين المدعومين برصيد من الثقافة والوعي نوعا ما، يشكلون أشد وأخطر الأفَّاكِينَ على وجه البسيطة. لماذا يا ترى؟ لأنهم يكذبون بصدق وما من كاشف لكذبهم المطرز بإتقان، إلا المطلع على ماضيهم وحاضرهم. لذلك، وجب الحذر كل الحذر من مثقفي هذا الزمن، ظاهرهم نضال وتبني قضايا عادلة وباطنهم تصفية حسابات والنيل ممن عرى حقيقتهم أمام العالم.

أبوبكر الجامعي مؤسس وناشر مجلة «لوجورنال» المتوقفة عن الصدور، واحد من هؤلاء، خرج علينا أول أمس الأحد على هامش مشاركته في الحلقة الأخيرة من برنامج “المغرب في أسبوع” الذي يذاع على شبكة الانترنيت، مرفوقا بعدد من إخوانه في حرفة “ضريب لمعاني” على مؤسسات المغرب، على غرار المؤسسة الملكية والأمنية ثم القضائية، في محاولة خبيثة لضرب سمعتها في العمق وتلفيق جملة من الأخبار والادعاءات لها ما أنزل الله بها من سلطان.

فمن ينصب نفسه مثقفا رصينا وله من الكفاءة العلمية الشيء الكثير، يُفْتَرَضُ أنه قادر على إيجاد موطئ قدم له مشرف داخل دولة فرنسا، وأما أن “تلى به ليام” وأن يوظف رصيده المعرفي لكي يتحول إلى مجرد بوق في يد البلد المِضْيَافْ فهذا عار على جبين الثقافة وكل المنتسبين لها. فما معنى أن يكرس الجامعي ورفيقه فؤاد عبد المومني وقتهما بالكامل لتنظيم اجتماعات محورها الرئيس المؤسسات الأمنية المغربية ومديرها العام عبد اللطيف حموشي؟ هل هو هوس بالمؤسسات وبمسؤولها أو هي قلة ما يدار، أم ربما المسألة تفوق بكثير منطقنا وتتعداه إلى ما هو أفظع، بحيث نتعامل مع خونة “كاريين حنكهوم” وحتى أفواههم لمن يدفع أكثر مقابل سلاطة لسانهم اتجاه بلدهم المغرب حيث لا مكان لماسورة الريع والامتيازات؟؟.

ول “ضرب شي بشي” بدت للجامعي الفرصة سانحة خلال اجتماعه الافتراضي، حتى يطعن في مصداقية مساطر العفو الملكي ونوعية المستفيدين منه، وبالتالي التشكيك في عمل المؤسسة الأمنية والقضائية على حد سواء. فبكل ثقة في النفس، انبرى هذا الأخير في الحديث باستهجان عن استفادة الإرهابي محمد العمري، المتورط في الأحداث الإرهابية التي شهدتها الدار البيضاء سنة 2003، من عفو ملكي بعد قضائه سنتين فقط من عقوبة 30 سنة سجنا نافذة التي حكم بها حسب مزاعمه، في الوقت الذي لازال فيه هذا الإرهابي الذي تحدث عنه أبوبكر الجامعي لحدود الساعة بالسجن، بعدما حكم عليه القضاء المغربي بالإعدام يوم 19 غشت 2003، إلا أن الكذب لا يكون إلا على الأموات يا أبا بكر أما الأحياء فيعرفونك عز المعرفة.

مرت تفجيرات فندق فرح بشارع الجيش الملكي بالدار البيضاء عام 2003، وخرج منها المغرب قويا بفضل حنكة المؤسسة الأمنية، الصخرة التي تتفتت فوقها النزعات الإرهابية، ولازال صاحب مجلة «لوجورنال» المتوقفة عن الصدور، يَفْتِي من منطلق تبخيسي في عمل الجهاز الأمني في هذا المضمار، متناسيا كم المخططات الإرهابية الوشيكة التي أحبطها سواء داخل المغرب أو خارجها. هل يتوجب علينا كل مرة أن نذكر الجامعي المرتمي في حضن فرنسا أنها بدورها تستنجد دائما بخبرة حموشي في تحييد الخطر الإرهابي؟.

وفي المحصلة، نتفهم برحابة صدر كيف لمن أُوْصِدَتْ الأبواب في وجهه ولفظه وطنه بسبب شطحاته، أن يحاول النهوض من جديد ويسند طوله عبر الضرب في بلده وتسخير نفسه كوسيلة طيعة في يد كل من يدفع له أكثر لتشويه سمعة وصورة مؤسسات الوطن، لأنها لم تخضع يوما له ولكل من يقبل عليها بسياسة “لي الذراع”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى