حتى الدين لم يسلم من بطش الكابرانات.. الجزائر تصارع المغرب من أجل الاستحواذ على الطريقة التيجانية (فيديو)

في عُرْفْ الحرب كل الوسائل متاحة وإن كانت قذرة، تلك فلسفة جنرالات الجزائر المهووسين بالمغرب، والتواقين إلى تعطيل عجلة التقدم والنماء الذي يشهده على كافة الأصعدة.

الطريقة التيجانية، صراع مغربي جزائري يتجدد بين الفينة والأخرى حول إلى أي البلدين تنتسب الطريقة ومؤسسها الشيخ أحمد التيجاني.

وبحسب تقرير مصور أعدته قناة دويتشه فيله في الموضوع، تعتبر التيجانية طريقة إسلامية صوفية، أسسها الشيخ أحمد التيجاني الجزائري المولد عام 1782، ثم انتقل إلى المغرب للعيش فيه وتوفي عام 1815 بمدينة فاس، ليصبح بعد ذلك ضريحه هناك مزارا دينيا يحج له أتباع الطريقة المنتشرين بشمال إفريقيا مرورا بالجزائر والسنغال وصولا إلى مصر بعدد يناهز حوالي 200 مليون مريد حول العالم.

تجانيو الجزائر اعتبروا المغرب قد سرق منهم الطريقة، باعتبار أن الخلافة العامة للطريقة الصوفية توجد بالجزائر وليس في المغرب، وهو ما يعكس صراعا قديما يتجدد كل مرة بين المغرب والجزائر حول امتلاك هذه الزاوية الروحية، حيث يرى النظام الجزائري في الشيخ علي بلعربي الخليفة العام للطريقة، في الوقت الذي لا يعترف فيه المغرب بمنصب الخليفة العام أصلا ويرى أن محمد الكبير التيجاني هو شيخ الطريقة بالمغرب.

وتكرس الصراع بين الطرفين أكثر عام 2014، حينما نجح المغرب في استقطاب مريدي الطريقة عبر العالم والتئموا بمدينة فاس، خلال مؤتمر تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس. آنذاك، ثارت ثائرة مريدي الطريقة بالجزائر وقرروا مقاطعة المؤتمر بمباركة العسكر طبعا، الذين جندوا خليفة الطريقة بالجزائر وحملوه على مهاجمة المغرب من منطلق ديني بحث، معتبرا أن ملك المغرب سحب من بلاده بساط الطريقة. وبناء عليه، اعتبر أي نشاط ينظم باسمها دون علم الجزائر لا يمثلها.

الطريقة التيجانية.. خلفيات الصراع المغربي- الجزائري

لعل لهث النظام الجزائري خلف الطريقة التيجانية للاستحواذ عليها، يجد مبرراته في كون أتباع ومريدي الطريقة يتقاطرون على المغرب دائما ويحجون إلى مدينة فاس، معقل الطريقة للترحم على مؤسسها أحمد التيجاني المدفون هناك. فالعناية الكبيرة التي يوليها عاهل المغرب محمد السادس للمجال الصوفي أكسبت المغرب دبلوماسية دينية صدمت جيران السوء، وجعلتهم يوقنون أن المغرب نجح في إيجاد موطئ قدم له في القارة الإفريقية في ميادين مختلفة، وهذا يخدم قضية الوحدة الترابية للمملكة بالدرجة الأولى، وهو ما يثير رعب نظام الكابرانات المتخوف من تفوق المغرب سياسيا واقتصاديا ثم دينيا.

وبشكل أدق، يشير تقرير القناة الألمانية، فإن المغرب بسط نفوذه الاقتصادي على مختلف الدول الإفريقية حيث الطريقة التيجانية حاضرة بقوة، وأصبحت البنوك المغربية، على غرار التجاري وفا بنك أول مصرف في منطقة الفرنك الإفريقي بمجموع 353 فرعا. وفي نفس السياق، تستحوذ ثلاثة بنوك مغربية مستقرة بدولة ساحل العاج على 35% من السوق المحلية وشبكة بنوك أخرى تغطي 24 بلدا إفريقيا.

أما عن الجزائر المتوجسة من تَجَدُّرْ الطريقة التيجانية في أرض المغرب الخصبة، فهذا راجع بالأساس إلى أن النظام السياسي الجزائري حاول طيلة 20 سنة خَطْبْ ود الطريقة لإكساب حكامه الشرعية على عهد الرئيس المخلوع عبد العزيز بوتفليقة وصولا إلى عبد المجيد تبون ذي الأصول التيجانية.

ولمكافحة شبح السلفية الجهادية، استنجد النظام الجزائري بالطريقة التيجانية في محاولة منه لإحكام قبضته على التعصب والتطرف الديني، وبالتالي ضمان أريحية وسلاسة في توالي وصول أبناء قصر المرادية الغير مغضوب عليهم إلى هرم السلطة.

وردا للجميل، يتابع التقرير، ما أن وصل عبد المجيد تبون إلى هرم السلطة بالبلاد، حتى سارع إلى التقرب من أتباع الطريقة التيجانية بالجزائر وقوى علاقاته مع فروعها بإفريقيا، عبر تنظيم مؤتمرات في سبيل انتزاع الشرعية عن المغرب وإبعاد مريدي الطريقة عن معقله بفاس لكن دون جدوى تذكر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى