لا أمان في الانقلابيين.. تونس “قيس سعيد” تتملص من مسؤولية دعوة زعيم البوليساريو لأشغال “تيكاد 8” واليابان ترد: “لم نستدعي الكيان الوهمي”

لا أمان في الانقلابيين، فمن حط الرحال بالقصر الرئاسي التونسي وانخرط منذ الوهلة الأولى، في حملة شعواء هدفها الأساس قلب دولة تونس “سفاها على علاها” وتقويض مكتسبات البلاد، لن يقيم وزنا لمبدأ الأخوة أو الصداقة أو حتى حسن الجوار وما ينطوي عليه ذلك من دلالات، تجعل الصالح المشترك أسمى من أن تعصف به حفنة من التائهين في الصحاري، لا أرض ينتمون لها ولا وطن يجمع شتاتهم.
قيس سعيد الذي يقود دولة تونس بخطى ثابتة نحو الجحيم، لم يخجل البتة من إصدار بيان يصف فيه كارثة استقباله لزعيم الانفصاليين إبراهيم غالي لحضور أشغال منتدى التعاون الياباني الإفريقي في نسخته الثامنة “تيكاد 8″، على أنها من صنع الاتحاد الإفريقي، الذي قام في مرحلة أولى بصفته مشاركا رئيسيا في تنظيم ندوة طوكيو الدولية بتعميم مذكّرة يدعو فيها كافة أعضاء الاتحاد الإفريقي بما فيهم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية للمشاركة في فعاليات قمة تيكاد-8 بتونس. كما وجّه رئيس المفوضية الإفريقية، في مرحلة ثانية دعوة فردية مباشرة للجمهورية الصحراوية لحضور القمة.
وقالت وزارة الخارجية التونسية، “إن هاتين الدعوتين تأتيان تنفيذا لقرارات المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي في اجتماعه المنعقد بلوزاكا/ زمبيا يومي 14 و15 جويلية 2022، بحضور الوفد المغربي، حيث أكد القرار على ضرورة دعوة كافة أعضاء الاتحاد الإفريقي للمشاركة في قمة تيكاد-8”.
إنما الكذب على اليابانيين ليس بالأمر الهين، فقد أشارت مضامين مذكرة شفوية رسمية صادرة عن اليابان في 19 غشت 2022 بشكل صريح أن هذه الدعوة الموقعة بشكل مشترك “هي الوحيدة التي بدونها لن يسمح لأي وفد بالمشاركة في تيكاد-8″، وأن “هذه الدعوة غير موجهة للكيان المذكور في المذكرة الشفوية الصادرة تاريخ 10 غشت 2022 “، أي الكيان الانفصالي.
وفي هذا الإطار، تم توجيه 50 دعوة إلى الدول الإفريقية التي تقيم علاقات دبلوماسية مع اليابان، ولذلك لم يكن من حق تونس سن مسطرة خاصة بتوجيه الدعوات بشكل أحادي الجانب ومواز وخاص بالكيان الانفصالي، وفي تعارض مع الإرادة الصريحة للشريك الياباني، لاسيما وقد تم الاتفاق منذ البداية وبموافقة تونس على أن تقتصر المشاركة على الدول التي تلقت دعوة موقعة من قبل كل من رئيس الوزراء الياباني والرئيس التونسي، بحسب المذكرة.
وأمام هذا الانزلاق الخطير الذي انخرطت فيه تونس ضدا على المصالح العليا للمغرب، فقد قررت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، دعوة سفير المغرب بتونس وعدم المشاركة في تيكاد 8، لأن قيس سعيد انخرط في فعل خطير وغير مسبوق ويمس مشاعر المغاربة والقوى الحية في المغرب، وينافي بالأساس الموقف الرسمي لدولة اليابان التي ترعى القمة.
الكل انتفض واستنكر إفريقيا ودوليا، بل حتى الأشقاء التونسيين عبروا عن خجلهم من تحكم رئيس ذي ميولات انقلابية في مصير دولة بحجم تونس، والتي بدأت تفقد بريقها السياسي شيئا فشيئا بفعل تعنته. فلا خير يرجى في من يعض اليد الممدودة له منذ حوالي السنة تقريبا، حينما غرقت تونس في مستنقع كورونا، وهرع المغرب وقتذاك لمساعدتها، عبر توجيه ثلاث طائرات عسكرية بأمر من الملك محمد السادس، لإسعاف الأشقاء التونسيين. والكل يتذكر طبعا أن المساعدات تضمنت الأطنان من الأدوية والمعدات الطبية. بل عملت الطواقم الطبية المغربية على إحداث مستشفى عسكري ميداني بعين المكان يحج لها التونسيون طلبا للعلاج من كورونا.