تشنج وبوادر تباعد تلوح في الأفق.. الأسباب الحقيقية وراء فتور العلاقات المغربية- الفرنسية (صحيفة ”موند أفريك“ الفرنسية)

لازالت مضامين الخطاب الملكي الذي ألقاه الملك محمد السادس، أمس السبت بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لثورة الملك والشعب، تسيل المداد الكثير، بيد أن عاهل البلاد خاطب من يصنفون ك “شركاء المغرب التقليديين والجدد” ودعاهم إلى ترك سياسة اللعب على الحبلين والتعبير عن مواقفهم الواضحة إزاء مغربية الصحراء.

ومما لاشك فيه، كل من تبين ما وراء سطور الخطاب الملكي، قد خرج بقناعة راسخة أن فرنسا توجد على رأس قائمة الدول التي لم تتبنى إلى اليوم أي موقف رسمي واضح حيال ملف الصحراء المغربية، عكس ما فعلته دول عظمى على غرار الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وهولندا وإسبانيا.

وفي مقال تحليلي لها حول الدوافع الحقيقية لتشنج العلاقات المغربية-الفرنسية، أكدت صحيفة “موند أفريك” الفرنسية، أن الأزمة التي طفت على السطح تجد مبرراتها في دخول شركاء جدد للمغرب على الخط على غرار تل أبيب وواشنطن، حيث باريس بعقليتها الاستعمارية لا تزال تعتبر المغرب الحديقة الخلفية لفرنسا، وأي تقارب سياسي أو اقتصادي مع جهات أخرى قد يعصف بمصالحها.

ونقلا عن مصادر عليمة، يتابع كاتب المقال، فقد تعامل قصر الإليزيه مع واقع التقارب الجديد بين الرباط وتل أبيب، بنوع من القلق والحذر، حيث تحظى المملكة، بناء على استئناف العلاقات المغربية- الإسرائيلية بدعم عسكري وتكنولوجي مهم. وفي تقدير الحليف التقليدي للمغرب، أي فرسا، قد تشكل المسألة خروجا عن طوعها واستغناء وشيك عن الصناعة العسكرية الفرنسية. وعلى نفس المنوال، يخشى الإليزيه من التعاون الأمني ​​الجديد بين إسرائيل والمغرب.

أما على الصعيد الدبلوماسي، فإن الدعم الأمريكي الواضح والثابت لملف الصحراء المغربية، قد أثار غضب باريس، لكون المسألة تشكل تراجعا وتقهقرا كبيرين لتأثير فرنسا على مستعمرتها السابقة (المغرب). وتعليقا على الموقف الفرنسي، أشار وزير مغربي سابق في تصريح خص به الصحيفة المذكورة، “يبدو جليا أن  إيمانويل ماكرون ووزارة خارجيته لم يستوعبا بعد سياسة التروي والنفس الطويل التي صار ينتهجها المغرب في تعاطيه مع محيطه الدولي، مضيفا في ذات الآن، فلو افترضنا جدلا أن أوامر فرنسا مسموعة ولها وقع على قادة الجزائر، فإن الأمر يختلف كليا مع المغرب”.

فلا ضير هنا، تستطرد الصحيفة في مقالها التحليلي، في أن نذكر ساكن الإليزيه، أنه في بداية عهده وعلى الرغم من كل المودة التي كان يخص بها الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك، إلا أن الملك محمد السادس كان حازما وأوضح لصديق والده المغفور له الحسن الثاني، أن المغرب لن يحيى في ظل سلطة أبوية فرنسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى