لا علاقة لها بالسياحة.. تصنيف دولي يبوء الجزائر المرتبة “ما قبل الأخيرة” إفريقيا من حيث جودة السياحة واستراتيجيات التسويق لها (صور)

لم يكن اعتباطيا أن يتخذ النظام الجزائري من الكذب أفيون الشعوب لتخدير الجزائريين بأسطوانة القوة الضاربة. لكن التقارير الدولية لا تعترف بهرطقات نظام سياسي أكل عليه الدهر وشرب، فما يخفيه جنرالات العسكر بعناية فائقة تفضحه الدراسات والتقارير الدولية بجرة قلم.

الصفعة انطلق صداها هذه المرة من قلب مدريد، حيث يتواجد مقر مركز “بلوم كونسولتينغ” المتخصص في دراسة وتقييم استراتيجيات العلامات التجارية المتبعة من قبل الدول والشركات، نشر مؤخرا تصنيفه لدول القارات الخمس من حيث صورة العلامة التجارية السياحية للعام 2022-2023.

التصنيف المذكور يرتكز بالأساس على تقييم الأداء الاقتصادي الخاص بقطاع السياحة في كل بلد على حدا، فضلا عن التحقق من مدى توفر الأنشطة والمعالم السياحية ذات الصلة، ثم تقييم مدى دقة إستراتيجية العلامة التجارية الخاصة بالبلد وهل لها فعالية واضحة على العروض المقدمة للسياح، وأخيرًا، تقييم جودة المحتوى الرقمي والسياسة التواصلية التي تعتمدها كل دولة على وسائل التواصل الاجتماعي.

لا علاقة لها بالسياحة.. تصنيف دولي يبوء الجزائر المرتبة “ما قبل الأخيرة” إفريقيا من حيث جودة السياحة واستراتيجيات التسويق لها (صور)

وفي هذا الإطار، تذيلت الجزائر المرتبة 150 على المستوى العالمي والرتبة ال24 إفريقيا. فيما احتل المغرب المرتبة ال43 عالميا وال3 إفريقيا، إلى جانب دولة جنوب إفريقيا التي استقرت في المركز ال41عالميا بفضل قوة سياستها التسويقية على وسائط التواصل الاجتماعي، فيما نالت مصر الصدارة كأول وجهة سياحية بإفريقيا وال25 على المستوى العالمي. فيما تقدمت التصنيف عالميا إسبانيا كوجهة عالمية تتمتع صورة علامتها التجارية بفضل انتهاجها لسياسة تسويقية قوية على مواقع التواصل الاجتماعية، تليها إيطاليا التي لم تنل جائحة كورونا من سمعتها السياحية، واحتلت بدلك الرتبة الثانية عالميا.

لا علاقة لها بالسياحة.. تصنيف دولي يبوء الجزائر المرتبة “ما قبل الأخيرة” إفريقيا من حيث جودة السياحة واستراتيجيات التسويق لها (صور)

وبهذا التصنيف المهين، تجد بلاد القوة الضاربة نفسها في مأزق يجعلها بعيدة كل البعد عن منافسة حتى الدول ذات الموارد المادية الجد محدودة، على غرار أوغندا، رواندا، وزامبيا التي توفقت إلى حد ما في تقديم صورة لائقة عن واقع السياحة داخلها أكثر من دولة الكابرانات.

لا علاقة لها بالسياحة.. تصنيف دولي يبوء الجزائر المرتبة “ما قبل الأخيرة” إفريقيا من حيث جودة السياحة واستراتيجيات التسويق لها (صور)

ورغم ذلك، تبقى لغة الأرقام والتصنيفات غير عادلة في بعض الأحيان وقد تصيب وقد تخطأ، لكن واقع الشواطئ بالجزائر لا تخطئه عين طفل فما بالك بمركز دراسات متخصص. شواطئ غارقة في التلوث بفعل انتشار القاذورات في مختلف أرجائه وروائح الأزبال تزكم الأنوف، وعلى الرغم من ذلك، يصطاف الجزائريون بمحاذاة تلك النفايات في مشهد لا يمكن أن تجده إلا في بلاد القوة الضاربة حيث تجتمع المتناقضات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى