دنيا وعدنان فيلالي: حينما ينقلب السحر على الساحر وتنفجر القنبلة النووية في وجهه

لا لا صراحة كيما قال العرب قديما “وعد الحر دين عليه”، ودنيا وبعلها عدنان فيلالي كانوا في مستوى الحدث وشنفوا مسامعنا بحوار نووي مرفوق بترجمة عالية الدقة كما وعدتنا قيدومة الصحفيين دنيا مستسلم، حينما أجلت أمس السبت، وفي الدقيقة 90 عرض الحوار الهيروشيمي دون ترجمة تليق بمستوى المشاهدين الكرام كما وصفتهم. ويا ليتها لم تقطع لنا وعدا، ويا ليتها تحججت بأي سبب كان حتى لا نكون من الشاهدين على ضحالة ترجمتها. ويا لغباء ترجمتها التلقائية التي أصبحت معها Lycée Descartes تترجم ب “مدرسة البطاقات”.

على العموم، لا حرج على من تتهجى أسئلة سطرها لها زوجها المافيوزي بالفرنسية حتى لا تسود وجهه أمام مشاهديه الكرام. ولا غرابة أكثر في أن تنتج لنا سيدة نزلت على عوالم الصحافة ب “الباراشوت” حوار بليد اقتات فيه الضيف ومحاوريه على خرافات طالما سمعها المغاربة بشأن الحياة الخاصة لملوك وأمراء المغرب ولم يتفاعلوا معها لأنها تبقى بدون سند. لكل امرئ من اسمه نصيب ودنيا “مستسلم” بدت اليوم في غاية الاستسلام والخنوع بل حتى الخوف من أن تخطو أي خطوة دون مباركة زوجها لأنها تعيش تحت وصايته الفكرية، ولا أدل على ذلك أكثر من مشهد مر بعجالة، ظهرت فيه وهي تدفع بأوراقها نحوه كي يدون لها فيها ما يتوجب عليها التفوه به.

اتضح اليوم وبالدليل، أن كوبل الهاربان من العدالة يلعبان أوراقها الأخيرة وقد ضاقت بهما السبل حتى بدت لهم استضافة بارون مخدرات مغامرة تستحق المجازفة وأنها كفيلة بحلحلة ركود قناتهما على اليوتيوب. فعلى مر التاريخ، كانت ولازالت حياة الملوك والرؤساء محط أنظار المؤيدين قبل المعارضين لما تكتنفه من أحداث كثيرة تغري المؤيدين بالمتابعة وتسيل لعاب الناقمين للعبث بها وتحويرها لمصلحة في نفس يعقوب.

فالزوجان المطاردان من قبل العدالة قررا العبث في حياة ملوك المغرب عبر إعطاء الكلمة لذي سوابق عدلية كان لسنوات طوال أميرا للكوكايين بشهادة كتاب صادر عنه في الموضوع، وبعدما حصد غنائم ليست بالقليلة من تجارة الموت التي احترفها وأصبح يعيش حياة الترف، ارتأى أن يعدل عن ذاك الطريق وفق تعبيره أو بعبارة أخرى “عفا الله عما سلف”.

إلا أن حياة الظل التي أصبح يعشيها جيرار فوري في مزرعته بفرنسا لم تكن بالأمر الهين عليه، حيث قال أنه يشتم رائحة المغاربيين على بعد كيلومترين وله القدرة على أن يميز بين مغربي وجزائري أو حتى تونسي وطبعا الفضل كل الفضل يعود لكثرة استهلاكه للكوكايين فصار مع الوقت “شمام محترف” أنفه يشم رائحة “ولاد البلاد” ممن يريدون به سوءا. التموقع من جديد في المجتمع لن يكون بمقدور رجل من طينة فوري “الحشايشي” إلا بالتوجه نحو “الديور لكبار” أو كما دأب المغاربة على القول الدارج “اللي تبلى بالسعاية يقصد الديور لكبار” وفوري وصديقيه المختبئان بفرنسا يعيان جيدا أن الخوض في شؤون الأسرة الحاكمة بالمغرب قد أصبح مدرا لدخل محترم. فكفاكم تضييعا لوقتكم في سفاسف الأمور، ولكم في إيريك لورون وكاترين كراسيي خير مثال، فحينما اشتد عليهم الحصار وتمت مواجهتهم بشر أعمالهم قانونيا اعترفا فعلا بأن تحركاتهما ضد الملك محمد السادس كان تغذيها دوافع مادية ونفعية بالأساس.

ألم نقل أن الكوبل فيلالي عنصري حينما تفاخر باستعراض الإيماءة النازية الكوينيل خلال التقاطهما لصورة مع تمثال الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما. ألم نقل حينها أن المعنيان بالأمر يشجعان على الكراهية ضد اليهود وازدراء الأديان. لكن قوبلت تكهناتنا بأذان صماء واليوم ها هو  كوبل الهاربان يثبت مرة أخرى أن العنصرية فلسفة حياة بالنسبة له. فمنذ متى أصبحت البربرية تطلق على الأمازيغية يا بتاعت النووي هههه؟؟ ألم يسعفك البحث المضني والتحضير المكثف الذي استغرقه حوارك النووي كما تفضلت بالقول أن يجعلك تعرفين أن البربرية يا جاهلة تنطوي على دلالة قدحية كان يطلقها الرومان على كل الأجانب وبينهم الأمازيغ، وذلك في غزواتهم لبلدان حوض البحر الأبيض المتوسط، وتعني القوم المتوحشين أو الهمجيين البدائيين.

جبناه يقول معانا اللهم إن هذا لمنكر ولكن ناض كيقول اللهم بارك ههههه، هذا ما حصده الكوبل فيلالي باستضافتهما لبارون المخدرات جيرار فوري، الذي عبر عن حبه الكبير للمغرب حيث ترعرع أيام كان والده الطبيب الخاص للملك الراحل محمد الخامس. طأطأة الرأس وإظهار عدم لامبالاة ثم الانتقال بسرعة إلى أسئلة أخرى كانت السمة البارزة في إدارة عدنان ودنيا للحوار، لاسيما حينما يطلق فوري العنان لحنينه الواضح للمغرب ويتغزل بسخاء بجمال المغرب وما عرفه من تقدم ونماء على عهد الملك محمد السادس، في مقابل تقهقر الجزائر بلد النفط والغاز. هنا تتجهم الوجوه ولو أننا كنا لنتمنى رؤية عيون عدنان المتخفية وراء نظاراته السوداء وهو يسمع ضيفه العزيز يقصف ولا يبالي كابراناته المتابعين أكيد لحيثيات هذا الحوار النووي، المراد منه زعزعة كيان المغرب، فما كان منه إلا أن جرح مشاعر عصابة العسكر ومما لاشك فيه سيكون حسابها عسير مع مجنديها الفاشلين دنيا وعدنان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى