أسباب منح كندا اللجوء لزكرياء مومني رغم تورطه في قضايا نصب وابتزاز وعنف زوجي (فيديو)

رغم إدانته سابقا في قضايا نصب وابتزاز ومتابعته في قضية عنف زوجي، إلا أن السلطات الكندية قررت منح صفة لاجئ للمدعو زكرياء مومني، معللة قرارها بكونه شخص يحتاج للحماية بسبب التحرش المزعوم الذي تعرض له بفرنسا من طرف السلطات الأمنية المغربية، حسب ما أورده صحافي جزائري في مقال له في صحيفة “لوموند” الفرنسية.
ذلك المقال الذي تعمد صاحبه تناول الموضوع بكثير من السطحية، الشيء الذي ليس بالغريب على المنبر الذي يشتغل لحسابه، والذي كان من أبرز وسائل الإعلام المعادية للمغرب في الحملة الشعواء التي تعرضت لها المملكة بشأن قضية التجسس المزعوم عبر “بيغاسوس”، حيث رفض كاتب المقال الخوض في تفاصيل الحقائق المرتبطة بمنح دولة كندا للجوء للعديد من المجرمين المدانين سابقا في قضايا وملفات إجرامية.
والمثير للاستغراب، هو أن كاتب المقال يعتبر أن مومني شخص يحتاج للحماية بسبب التحرش المزعوم الذي تعرض له بفرنسا من طرف السلطات الأمنية المغربية، متناسيا بأن الأمر فيه إهانة لفرنسا ومؤسساتها، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول ما إذا أصبحت فرنسا دولة بدون سيادة حتى تخترقها أجهزة دول أخرى؟ وألهذه الدرجة أصبحت فرنسا تستهين بالمخاطر المحدقة بمواطنيها وغير مكترثة لحياتهم؟؟
وبشأن الأسباب الكامنة وراء منح كندا اللجوء لزكرياء مومني رغم ثبوت تورطه في قضايا نصب وابتزاز، ناهيك عن التعنيف الزوجي، فقد كشف دراسة أعدتها وزارة العدل الكندية سنة 2016، أن تراجع الميزانية وعدم وجود الموارد البشرية اللازمة يحول دون التحقق والبحث في مصداقية الادعاءات التي يقدمها طالبوا اللجوء بكندا، الشيء الذي يسمح بتسلل مجرمي حرب ومحتالين إلى التراب الكندي من بوابة اللجوء.
وبحسب إحصائيات رسمية، منحت الهيئة الكندية، خلال سنة 2013، الحق في الحماية لمسؤول عن جرائم حرب في يوغوسلافيا السابقة. وفي سنة 2019 استفاد مواطن سوري من الميليشيات المحسوبة على نظام الأسد من نظام الحماية فوق التراب الكندي رغم الجرائم الخطيرة التي تورط فيها، الأمر نفسه بالنسبة لعسكري سابق متهم بجرائم حرب في غواتيمالا والذي استقر في الولايات المتحدة الأمريكية ليتم اعتقاله وإدانته بسبب ارتكاب جرائم تصفية عرقية قبل أن يفر نحو كندا ويحصل على الحماية واللجوء.
كل هذه المعطيات السابقة يفهم من خلالها أن منح الحماية لزكرياء مومني لا يعني أنه بريء من سجله الإجرامي في فرنسا والمغرب، وأن كندا أصبحت ملاذا آمنا للهاربين من العدالة وللمجرمين المتورطين في قضايا مختلفة.
وفي سياق متصل، يواصل المومني نشاطه البئيس عبر قناته في “اليوتيوب”، حيث يبث مقاطع فيديو يروج من خلالها لمغالطات وأكاذيب من وحي خياله، ولا تمت للواقع بصلة.
بل أكثر من هذا، فهو يساهم في الترويج لخطاب أطراف معادية للمغرب، فقط نكاية في بلده ومن أجل التنفيس عن حقده المدفون تجاه المملكة ومؤسساتها.
وكان آخر ما جاد به حقد المومني، هو ما بثه في قناته بشأن عملية الاقتحام الجماعي لمليلية من طرف مهاجرين أفارقة، حيث زعم أنها من تدبير السلطات المغربية، وهو نفس الخطاب الذي تروجه وسائل الإعلام التابعة للنظام العسكري الحاكم بالجزائر، متجاهلا التقارير الإعلامية التي كشفت أن الأمر يتعلق بعملية من تدبير مافيات للاتجار بالبشر مدفوعة من طرف النظام الجزائري لتوريط المغرب مع إسبانيا.