هذه حقيقة المأساة التي أودت بحياة نحو عشرين مهاجرا خلال عملية اقتحام مدينة مليلية المحتلة

رغم جميع محاولات العبور الغير النظامية، لم يقم المهاجرون قط بعبور قسري بمثل هذه الضخامة والعنف، مثل ما شهدته مدينة مليلية المحتلة يوم الجمعة 24 يونيو 2022.
وحسب ما رصدته الكاميرات، تجمع حوالي 2000 مهاجر غير شرعي من جنوب الصحراء لعبور الحدود بين الناظور ومليلية، مدججين بالهراوات والأسلحة البيضاء، الشيء الذي أسفر عن خسائر بشرية وعشرات الإصابات، سواء في صفوف المهاجمين أو رجال الشرطة.
ومن أجل لفت انتباه الرأي العام إلى الأسباب الحقيقية وراء هذه المأساة، ووضع الأمور في سياقها الحقيقي، اتخذت سلطات المملكة المغربية زمام المبادرة لتفكيك النسخة المغشوشة والمنقولة على شبكات التواصل الإجتماعي، حيث تبين أن الصور التي تم تداولها، كانت مختارة عمدًا بهدف إلقاء مسؤولية هذا الحدث المأساوي على السلطات المغربية.
وفي هذا الإطار، عقدت السلطات المغربية اجتماعا استثنائيا مع السلك الدبلوماسي الإفريقي المعتمد في الرباط، من أجل كشف حقيقة الحادث وتقديم جل الأدلة كتسجيلات الفيديو وغيرها من أجل ازاحة المسؤولية عن الجانب المغربي.
وعلاقة بالموضوع، تبين خلال هذا الاجتماع أن هذا الهجوم تم تنفيذه بعنف كبير وتم التخطيط له بعناية من قبل قادة متمرسين يعملون في إطار شبكات للإتجار في البشر، حيث اقدموا على تدريب وتسليح المهاجرين بالمناجل والسكاكين والقضبان الحديدية والعصي والحجارة، ولم يترددوا في استخدامها أيضاً ضد العناصر الأمنية.
كما اظهرت مقاطع الفيديو التي وثقت الحادث، أن الوفيات والإصابات نجمت عن سقوط المهاجرين الأفارقة أثناء تسلق الأسوار أو عند التدافع قرب نقطة العبور، المجهزة ببوابة دوارة، والتي لا تسمح بعبور إلا شخص واحد.
ومن جهة أخرى، تم إتباث عدم إطلاق أعيرة نارية من قبل الشرطة المغربية، على عكس ما يروج له بعض مقدمي الأخبار عبر وسائل الإعلام وشبكات التواصل الإجتماعي، كما أن الشرطة المغربية استخدمت وسائل تقليدية فقط لحفظ النظام العام والدفاع عن نفسها ضد هذا الإجتياح البشري الذي تجاوز 2000 شخص.
وعليه، وبالنظر إلى الطبيعة غير المسبوقة من حيث العنف والعدوانية والتخطيط الدقيق والمتعمد لهذا الاعتداء، هنأ ممثلو السلك الدبلوماسي الإفريقي بالرباط قوات الأمن المغربية على مهنيتها وحرفيتها في التعامل مع المهاجرين .
ومن جانبها، أعربت السلطات المغربية عن أسفها لحدوث هذه المأساة التي تقع مسؤوليتها الكاملة على عاتق شبكات الإتجار في البشر الذين يتغذون على المآسي الإنسانية ويزدهرون بها.
وفي هذا الصدد، أكد المغرب أنه ملتزم باحترام حقوق المهاجرين، وذلك وفقا للتوجيهات السامية لجلالة الملك محمد السادس.
يذكر أن ما لا يقل عن 23 مهاجرا لقوا مصرعهم فيما أصيب أزيد من 140 شرطي بجروح متفاوتة الخطورة خلال محاولة تسلل 2000 مهاجر إلى مدينة مليلية المحتلة.
تجدر الاشارة أن الحصيلة التي تم تسجيلها خلال عملية الإقتحام هي الأكثر دموية على الإطلاق خلال المحاولات العديدة التي قام بها مهاجرون من جنوب الصحراء لدخول مليلية وسبتة المحتلتين.