“طفل كبير يستقبل طفلا صغيرا”.. استقبال تبون لطفل أمريكي يثير الاستياء والسخرية في الجزائر
في واقعة أثارت سخرية عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي، استقبل الرئيس الجزائر عبد المجيد تبون، يوم الأحد 26 يونيو الجاري، طفل أمريكي يدعى ماثيو هيل، اشتهر بفيديوهاته على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر عن حلمه بأن يصير سفيرا لبلاده في الجزائر.
المثير للسخرية هنا، هو الاهتمام البالغ الذي أفردت به الرئاسة الجزائرية لهذا الاستقبال، من خلال تقارير إعلامية، المرئية منها والمكتوبة، وكأنه يتعلق الأمر باستقبال شخصية رسمية.
بل أكثر من هذا، فقد اعتبر عدد من النشطاء الجزائريين أن هذا الاستقبال فيه إساءة لأبناء الجزائر، بعدما تعمد تبون أن يعلي شأن طفل أمريكي مغمور، ربما لا يعرفه حتى أبناء حيه في الولايات المتحدة الأمريكية، مخصصا إياه لقاء خاصا أمام الإعلاميين وأجلسه على كرسي الرئاسة في مقر الإقامة الرئاسية بوهران، في الوقت الذي لم يحظ فيه سعيد شتوان، الطفل الجزائري الذي أهينت كرامته وذاق العذاب على يد السلطات الأمنية الجزائرية لمجرد أنه شارك في الحراك الشعبي وندد بقهر وقمع النظام الحاكم، (لم يحظ) بنفس الاهتمام والرعاية.
وفي هذا السياق، علق الناشط الإعلامي الجزائري وليد لكبير، في تدوينة له على حسابه على “فيسبوك”: “طفل كبير يستقبل طفلا صغير ويجلسه على كرسي الرئاسة يستقبل طفل امريكي يحلم أن يكون رئيس امريكا! أكيد لم تخبره أن العسكر هو من عينك رئيسا على الجزائر!. سيكبر الطفل وسيدرس وسيدرك أن الرئيس الذي استقبله عندما كان يبلغ من العمر 12 سنة كان يمثل نظام حكم استبدادي دكتاتوري بعيد كل البعد عن نظام الحكم في أمريكا الديمقراطي!”.
وتابع قائلا: “لقد اثبت يا سي عبد المجيد أنك تعاني من عقدة عدم نيلك الشرعية الشعبية وهذا يؤكد ضعفك كرئيس لا يستمد قوته من ارادة الشعب لهذا حاولت من خلال هذا المشهد المسيء لكرسي رئاسة الدولة أن تستعطف الشعب وتظهر مستقبلا لطفل آت من بلد يشكل لنظامك عقدة نقص كونه قوة عظمى على اسس صلبة أولها ارادة الشعب الامريكي التي لا تعلوها ارادة اخرى وليس كما تدعي أنت عن الجزائر كقوة ضاربة والحقيقة بعيدة كل البعد عن ذلك فسلطة الشعب مصادرة من طرف نظام حكم هش للغاية يخاف ويتأثر ويفزع مما يصدر بوسائل التواصل الاجتماعي فقط!”.
وأضاف ذات المتحدث: “نظام حكم يظن أن القوة في إمتلاك النفط والغاز والمال والسلاح فقط! لكنه يجهل أن القوة في امتلاك الشعب لإرادته وفي نظام حكم يحترمه ويحترم ومؤسسات دولته! وعنذئد لكن يكون بحاجة الى اخراج مثل هاته المسرحيات التي تحط من قدر مؤسسة رئاسة الجمهورية! كرسي الرئاسة ليس ملك لك كي يجلس عليه اي قادم من بلد اخرى حتى وان كان طفلا لأن الكرسي ملك الشعب وله حرمة وهو من يقرر من يجلس عليه!”.
وختم وليد لكبير تدوينته قائلا: “الطفل عبر عن حبه للجزائر وعن حلمه في أن يكون رئيسا على امريكا وليس على الجزائر تصرفك تصرف الاطفال ! أشعر بالحزن على بلدي لأن نظام حكمه يفكر بشكل صبياني !”.