ناشط وصحافي جزائري يكشف حقيقة احتجاز وطرد شنقريحة للصحفيين المغاربة
سخر الناشط والإعلامي الجزائري هشام عبود من المخابرات الجزائرية ومن غباءها اللامحدود، خاصة بعدما قامت باحتجاز الصحافيين المغاربة بمطار بومدين باعتبارهم جواسيس للمغرب.
وأكد ذات المتحدث، بأن النظام الجزائري لم يستحمل حفاوة استقبال الشعب الجزائري للوفد المغربي المشارك في ألعاب البحر الأبيض المتوسط، لهذا أراد نظام الكابرانات من هذا التصرف رسم انطباع لدى المغاربة على أن الجزائريين لا يحبون الشعب المغربي وأنهم يتفقون مع النظام على طردهم من البلاد.
وأوضح عبود أنه ولأول مرة في تاريخ الأمم يتم طرد وفد صحفي يغطي منافسة رياضية، حيث اعتبرها سابقة تاريخية، مضيفا أن شنقريحة-حسب مصادره الخاصة- هو من أمر شخصيا بطرد الوفد الصحفي المغربي، وحتى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لم يكن له أية دراية بالواقعة، حيث أن شنقريحة تصرف بصفته قائد الأجهزة الأمنية، وهو ما استغرب له عبود لكون قائد الأركان العسكرية لا علاقة له بالأجهزة الأمنية التي تكافح التجسس لكونها لها مسؤولها، ما يدل على تحكم شنقريجة بجميع القطاعات الأمنية داخل البلاد باعتباره السلطة الحقيقية بالبلاد.
واستغرب ذات الناشط من قضية طرد الوفد المغربي باعتباره لا يتوفر على أوراق اعتماد لتغطية الحدث الرياضي، حيث كشف عبود أن أوراق الاعتماد تمنحها الدولة المنظمة للحدث، فكيف يعقل أن يتم مسائلة الصحفيين المغاربة عن أوراق الاعتماد ولم تطأ قدمهم الأراضي الجزائرية المنظمة للحدث الرياضي؟!
من جانب آخر، كشف هشام عبود أن الأمنيين الجزائريين وبعض المستخدمين بمطار وهران، عبروا عن استيائهم وتضامنهم الكبيرين مع الصحفيين المغاربة، حيث أكد ذات المتحدث أن الاعلامي المغربي أمين السبتي قام بسرد جميع أحداث وتفاصيل هذه الواقعة بهذا المطار.
وأكد أمين السبتي في تدوينة له في هذا الموضوع أنه بعد وصول دفعة من الوفد المغربي المكون من 99 رياضيًا و 9 صحفيين إلى مطار وهران “أحمد بن بلة” يوم الأربعاء على الساعة السادسة مساءًا ،تم توزيع الاعتمادات على الرياضيين بينما طُلب من الصحفيين جوازات سفرهم لتعبئة البيانات قصد إصدار اعتماد جديد رغم أن الصحفيين يتوفرون على الإعتماد الرسمي المحلي لتغطية التظاهرة، وبعد خروج الرياضيين طُلب من الصحفيين الانتظار إلى حين وصول مسؤول أمني للنظر في الموضوع ، وبعد مرور الساعات حتى ظهر مسؤول أمني بعد سبع ساعات من الترقب معتذرا من العالقين و معبرًا عن أسفه لعدم السماح لهم بالخروج من المطار إلى حين التواصل مع اللجنة الأولمبية المغربية.
وأشار أمين إلى أن أفراد هذه اللجنة بالإضافة إلى موظفي القنصلية المغربية موجودون عند باب المطار و يحاولون التواصل مع السلطات لكن دون جدوى، تم وضع الصحفيين في غرفة استقبال و صدرت التعليمات بحرمانهم من الانترنت.
وأكد السبتي أن مستخدمي المطار و رجال الشرطة الجزائريين عبروا عن تضامنهم الشديد وتعاملوا بطيبة منقطعة النظير بل وأبدوا استياءهم من المعاملة التي طالت تسعة صحفيين من بلد جار في وقت دخلت فيه وفود فرنسا وتركيا والبوسنة وإيطاليا واسبانيا و غيرهم بسلاسة و بدون عراقيل.
وأضاف ذات المتحدث، أن الصحفيين قضوا الليلة بالمطار إلى أن جاءهم النبأ من مسؤول أمني آخر قال إن قدومه يدخل في إطار ودي أخوي و أبلغهم بأن قرار منعهم من الدخول صادر من جهات عليا في البلد مبديًا هو الآخر أسفه على الوضع الحاصل، وضع أبكى موظفة جزائرية بل ودفع رجال الشرطة الجزائريين إلى شراء وجبات من مالهم الخاص ومنحها للصحفيين المغاربة في حين تم منع إدخال الطعام الذي وفرته القنصلية المغربية.
وكشف السبتي أن تعامل المستخدمين ورجال الأمن في المطار كان راقيًا جدًا وقد لا تجده في مكان آخر، إلى درجة أن مسؤولًا عن مقهى بالمطار فرض عليهم تناول وجبة الإفطار وشرطيًا ترك مكانه و قطع بسيارته 12 كيلومترا ليوفر وجبة العشاء على حسابه الخاص رافضًا أخذ المقابل قائلًا: (حشومة نشد فلوس من إخوتي المغاربة باركة غير هادشي لي وقع لكم) مع العلم أن الصحفيين كانوا على بعد وقت قصير من الصعود إلى طائرة ستعيدهم إلى تونس، حيث أن اللجنة الأولمبية المغربية حاولت بشتى الطرق الوصول إلى حل لكن دون جدوى.
وتابع ذات المتحدث قائلا: ”في آخر المطاف تم ترحيل الصحفيين التسعة إلى تونس… وجب الإشارة أيضا إلى أن فريقين من قناة الرياضية و القناة الثانية المغربيتين وصلا قبل الوفد المغربي إلى مطار الجزائر ، تم إدخالهم لكن احتُجزت معداتهم، فريق القناة الرياضية عاد في الصباح إلى المطار لاستلامها بينما لازالت معدات فريق القناة الثانية محتجزة إلى حين كتابة هذه السطور”.
من جانبه، أشاد هشام عبود بتصرف الأمنيين الجزائريين والمستخدمين بالمطار، منتقدا النظام الحاكم معتبرا إياهم عصابة أشرار وناكري الخير، لا تربطهم أي علاقة بالثورة الجزائرية، بل هم الأعداء الحقيقيون للشعب الجزائري، مذكرا إياهم على أن العديد من المغاربة ماتوا من أجل استقلال الجزائر، والجزائريون كان يتم تدريهم في المغرب من اجل مقاومة المستعمر، لكن هم النظام الجزائري الوحيد هو زرع الفتنة بين الشعبين، معتبرا هذا التصرف الذي قام به النظام الجزائري وصمة عار لأنه سيسجل كأول دولة في التاريخ قامت بمنع واحتجاز وفد صحفي.