بسبب تدويناته الكاذبة.. محمد برهون يتحوّل إلى مادة دسمة في يد صحافة “الكابرانات” بالجزائر لاستهداف المغرب

فجأة، وبدون سابق إنذار، تحول مواطن مغربي مقيم بكندا، يُدعى محمد برهون، لمعارض سياسي لـ”النظام المغربي”، في نظر صحافة العسكر الجزائري، التي لم تجد ما تؤثث به موادها الصحفية لبث سمومها تجاه المغرب، غير تدوينة أقل ما يمكن أن يقال عنها، أنها “صبيانية”، بعدما تبين أن لا أساس لها من الصحة.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد فقط، بل قامت صحافة “الكابرانات”، وتحديدا موقع العسكر الجزائري “Algerie Patriotique” بتحريف تدوينة المدعو برهون، من خلال الترويج لرواية مفادها أن هذا الأخير تم احتجازه من طرف الأمن بشكل غير قانوني، بعدما ادعى تعرضه لتهديد من طرف موظف أمن بالشارع العام وتقدم بشكاية في الأمر لدى المصالح الأمنية، قبل أن يتبين أن المشتكى به لم يكن سوى شقيقه، وأن سبب المشكل لا يعدو كونه خلافا عائليا حول أملاك عقارية.

لكن، بوق العسكر وبغبائه المعهود، نسي بأن الاستماع إلى محمد برهون بولاية أمن الرباط كان بصفته شاكيا وليس متهما، إذ تم استدعاؤه في إطار التفاعل الإيجابي مع تدوينته التي قال فيها بأنه كان ضحية”اعتداء” من طرف شخص محسوب على جهاز أمني، وذلك قبل أن يتضح لاحقا بأن هذا الشخص المجهول هو شقيقه الذي يعمل موظفا عاديا في مؤسسة أمنية بمدينة سلا.

كما تناسى محمد برهون ومعه الموقع الجزائري الناطق باسم الجنرالات، عندما كان يتغنى بجمال بلاده وهو يطالع عبق التاريخ بمراكش ويرتشف جودة الحياة بالرباط، قبل أن ينقلب 180 درجة ويدعي أنه خضع لضغط نفسي كبير خلال إقامته بالمغرب. فهل منطقي أن يكون شخص ما معرض للمضايقات والملاحقات في كل مكان (أن يكون) في نفس الوقت مرحا سعيدا طوال الوقت؟

ما يغفل عنه محمد برهون (بوعي أو بدون وعي)، أنه بنزاع شخصي عرضي، أعطى -عبر ترويجه لمعطيات كاذبة- فرصة للمتربصين بالجارة الشرقية وللمنظمات إياها التي ما فتئت تفوت فرصة إلا واستغلتها لتحويل مزاعم وأخبار مزيفة إلى حقائق لا تقبل الشك، دون تكليف نفسها عناء التحقق من الخبر، حيث أصبح الاستماع إليه في محضر قانوني بصفته شاكيا، (أصبح) “ضغطا نفسيا”، وأضحى في بيان المركز الأورومتوسطي “اضطهادا حقوقيا”، بينما تحول في مقالة الصحافة الجزائرية إلى “احتجاز وتعذيب واستهداف من طرف الشرطة السياسية!”.

وبهذا يكون محمد برهون قد أهدى فرصة مناسبة للصحافة الجزائرية المارقة لاستهداف المغرب ومؤسساته الأمنية. ورغم كونه ليس مسؤولا بشكل مباشرا عن استغلال تدوينته من طرف صحافة الكابرانات، لكنه يبقى في الحقيقة مسؤولا عن تحريف واقع قضيته لتأخذ بعدا سياسيا بينما هي في الواقع قضية أسرية خالصة.

وهذه رسالة واضحة لمن يزايدون على مؤسسات وأجهزة بلادهم بمزاعم وأراجيف واهية. فعندما يحرفون الحقائق وينشرون الأكاذيب فإنهم لا يصنعون من أنفسهم مناضلين ولا حتى معارضين، بل يقدمون أنفسهم كأرانب سباق وكدمى عرائس تتلاعب بها الأجهزة السرية في دول أجنبية، ومعها بعض المنظمات الخارجية التي تلتحف رداء الدفاع عن حقوق الإنسان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى