سياسة شرع الله.. شفيق العمراني وإخوانه يتطاولون على دور ديوان المظالم

يبدو أن الأشهر الثلاثة التي قضاها شفيق العمراني، المعروف ب “عروبي في ميريكان” داخل السجن، على خلفية تورطه في إهانة مؤسسات دستورية، قد ذهبت بصوابه حد اقتناعه بأنه كان فعلا مضربا عن الطعام، ليستعرض علينا بين الفينة والأخرى صورا له داخل المستشفى محاطا بالأجهزة الطبية، باعثا برسالة مشفرة مفادها “راني كانموت”.
بالنسبة لأخصائيي علم النفس، فشفيق العمراني مثال حي للمصابين بمتلازمة الكذب المرضي، الذي يجعل صاحبه “عبد مشرط لحناك”، أمام ما ينسجه خياله المريض من قصص لا يعرف صدقها من عدمه إلا هو. بل الأدهى من ذلك، يضيف الأخصائيين النفسيين، فالكذب المرضي يطور من المهارات العقلية والمعرفية لصاحبه، وهي المواصفات المتوافرة في شخص السي العمراني، الذي أوحى له خياله “المفردػ” بضرورة الوقوع في غرام رائحة المستشفيات وأن يتوسط أجهزتها الطبية، وكأن لسان حاله يقول لنا “طلقاتني الأجهزة الأمنية وشداتني الأجهزة الطبية”. وبذلك نوصي شفيق العمراني بالاستمرار في تناول عسل السيد القنصل الأمريكي ثلاث مرات في اليوم ففيه دواء لكل داء، وما خاب من استشار القنصل!!!
عائلة العمراني التي تستند على تاريخ مشرف في التحرش بمؤسسات الدولة بكل “عدل وإحسان”، طورت من أدائها اليوم وتطاولت على المهام الموكولة لمؤسسة ديوان المظالم بالمغرب، أو ما يعرف حاليا ب “مؤسسة الوسيط”، فصار شقيق شفيق يتخذ من حائطه الفايسبوكي مكتبا افتراضيا يستقبل شكاوى المواطنين، ويفتي في العقدة ويصدر الحل، متناسيا أن للبلاد مؤسساته الدستورية التي تبقى رهن إشارة المغاربة لرفع أي ظلم أو حيف قد يطالهم.
الإشكال لا يتعلق بالأساس بشرطي أو غيره من الموظفين قد دخل في شنآن مع مرتفق، وإنما المعضلة تتجاوز حدود وطبيعة المهنة. حينما نشجع المواطن على التشكي في المواقع الافتراضية والمقاهي والأزقة والحارات والحانات والحمامات، إلى غير ذلك من الأماكن العامة، ولا ندله على الجهات الرسمية الموكول لها الإنصات لأي مواطن يرى أن ظلما قد وقع عليه، فإننا لا نرجو للبلاد والعباد الصلاح المزعوم. إننا بذلك نعلن بخفاء متقون، أننا مجرد أشباه مواطنين يتسابقون في حصد “الشوهة” الافتراضية لوطنهم الأم.
أي تقدم أو مواطنة كاملة ينشدها آل العمراني وأمثالهم لبلادهم المغرب، وهم يقتلون في المواطن ثقافة التشكي للجهات الرسمية، كما هو معمول به في “ميريكان” التي يحتمي شفيق وراء جنسيتها. هل يجرأ آل العمراني سواء في أمريكا أو بلجيكا أن ينازعوا الدولة في اختصاصاتها؟ لماذا لم يشجع موسى العمراني السيدة لوضع شكاية في مواجهة موظف مفوضية الشرطة بسيدي يحيى الغرب بسبب سوء المعاملة كما تدعي؟؟ أم أنه أَلفَ ثقافة “شرع اليد”؟ هل استطاب للسي موسى دور حارس المعبد الذي يتوسط للمتعبدين عند آلهتهم؟