اتهمها بارتكاب جرائم حرب ثم استفاد من خدمات إعلامها.. عبد الصادق البوشتاوي من قلب إسرائيل يبث سمومه ضد المغرب

لم يعد يخف على أحد ازدواجية ونفاق شريحة واسعة ممن يرفعون شعار “لا للتطبيع”. كما لم يعد يخف مدى استعداد هؤلاء للمتاجرة بـ”القضية الفلسطينية” واستغلالها أبشع استغلال، إرضاءً لأولياء نعمتهم وتحقيق أهداف بعيدة كل البعد عما يروجون له.
والأدهى من ذلك، أنهم ينتقلون من شعار “لا للتطبيع” إلى ممارسة “التضبيع” عندما يغوص أولياء نعمتهم في التطبيع، فتجدهم يبررون ما لا يبرر ويبذلون قصارى جهدهم لتزيين الصورة في عيون “التابعين” و”الموريدين” من أجل مزيد من “التضبيع”. فيما يلتزم البعض منهم الصمت.
ممارسات من هذا النوع يمكن تقبلها أو “التطبيع” معها إن صح التعبير. لأن المتاجرة بالقضية الفلسطينية أصبحت ورقة رابحة نوعا ما بالنسبة لبعض التيارات السياسية و الحقوقية وحتى الدعوية، لضمان استمراريتها.
لكن، أخطر من يمكن أن تصادفونهم وسط هؤلاء المنافقين، ممن يرفعون شعار “لا للتطبيع”، هم أولئك الذين يتبنون مواقف “قوية” ضد إسرائيل، ويعتبرونها دولة ترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، لكنهم في المقابل لا يجدون أي حرج في اللجوء إلى إعلام نفس الدولة للهجوم على بلدهم والإساءة إليها بأبشع العبارات.
ويتعلق الأمر بعبد الصادق البوشتاوي، المحامي الهارب إلى فرنسا قبل الحصول على اللجوء فيها، أحد المدافعين السابقين عن المعتقلين على خلفية أحداث الحسيمة، الذي أدين بالسجن 20 شهرا نافذا على خلفية جنح تتعلق بـ “إهانة موظفين عموميين ورجال القوة العمومية بسبب أدائهم لمهامهم والتهديد وإهانة هيئات منظمة وتحقير مقررات قضائية والتحريض على ارتكاب جنح وجنايات والمساهمة في تنظيم تظاهرة غير مصرح بها ووقع منعها والدعوة إلى المشاركة في تظاهرة بعد منعها”.
ففي الوقت الذي كان عبد الصادق البوشتاوي يدين ويشجب “التطبيع” على صفحته على “فيسبوك”، ويصف إسرائيل بدولة الاحتلال، المتورطة في جرائم حرب وإبادة، التي تقوم باعتقال الصحفيين والنشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان، فجأة وجد فيها الملاذ الآمن الذي يفيض حرية وديمقراطية وحقوق إنسان، ولم يتردد في أن يستفيد من خدماتها الإعلامية.
لكن من أجل ماذا؟ ولأي هدف؟ هل مرور عبد الصادق البوشتاوي على قناة Kan11 الإسرائيلية في شهر يناير من السنة الجارية كان من أجل الحديث عن القضية الفلسطينية مثلا؟ هل كان من أجل تمرير قناعاته عن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي؟
لا، أبدا ! بل كان من أجل بث سمومه تجاه بلده المغرب وتوزيع كل التهم البشعة ضد المملكة من قلب فرنسا التي طلب منها اللجوء. فرنسا التي فر إليها، وأقر فيها لأحد النشطاء ما يسمى بـ”حراك الريف”، أن “قناعته الوحيدة هي الإعلان عن الجمهورية في الريف وإن فُرضت المقاومة المسلحة، لا مانع لديه في التوجه إلى العمل العسكري السري”.