أبو وائل الريفي يتسائل: ”لماذا ترفض عايدة كشف أدلة تهديدها بالقتل؟!”

تطالعنا شخصية مغمورة لا يعرفها المغاربة اسمها عايدة علمي، تتباهى بكونها تكتب في نيويورك تايمز ولا داعي للسؤال عما تكتب ولماذا يُنشر في فترة معينة ويُتجاهل مرات عدة لتسنتج، أنها مجرد بيدق، تدعي تعرضها للتهديد بالقتل وتلقيها لاتصالات كلها سب وشتم وتُرجع بدون دليل سبب ذلك إلى تغطيتها لمحاكمة عمر راضي و سليمان الريسوني. كالعادة ودون تثبت أو تريث تتحرك الماكينة الدعائية للطوابرية لإلصاق التهمة بالمخزن دون دليل. يتزعم المناصرين كما هو الشأن دائما لمعيطي وفؤاد المتصابي لأسباب يعرفانها أكثر من غيرهم ولا يتقاسمونها مع الصبية التُّبَّع. شعار هذه القبيلة هو الكذب ثم الكذب حتى يصدق الناس كذبهم. وبعد ذلك يتوالى انخراط طوابرية الدرجة الثانية وما بعدها في جوقة المستنكرين.

اختيار لمعيطي وعايدة علمي للتوقيت لم يكن اعتباطيا. استهداف عايدة وتزامنه مع 8 مارس له دلالة رمزية وتزامنه مع تأييد الحكم الابتدائي ضد عمر راضي له دلالة أخرى تصب في نفس الاتجاه. لنتذكر أن عايدة قبل سنوات كانت تنكر واقعة الاغتصاب وتتبنى رواية الاستنكار والنفي وهو ما يضعها في مأزق أخلاقي ومهني بسبب انتصارها لرواية طرف ضد طرف آخر مما يتعارض مع أبسط مقتضيات المهنية.

لم تستنكر “المناضلة النسائية” تسريب جلسة الاستماع للمشتكية التي تورطت فيها جمعية ماما خديجة إلى المشتكى به، ولم تستمع ولو مرة واحدة للمشتكية لتنقل رأيها لجمهور نيويورك تايمز وهو ما وضعها في حرج مع إدارة الجريدة التي قللت من اعتمادها مرجعا في هذه القضية التي اتضح أنها قضية عادية لا ترقى إلى التهويل الذي أضفاه عليها لمعيطي للتغطية على فضائحه المالية والتخفيف من الضغط الواقع عليه بعد تحريك مسطرة المتابعة في حقه وليحاجج بها بأن المغرب أصبح جمهورية موز.

لم تنجح كل “بلانات” لمعيطي وبقي يغرد خارج السرب معزولا مع “طير بقر” ويرى القضاء يحكم على الطوابرية واحدا تلو الآخر بما جنوا على أنفسهم وما جناه عليهم أحد.

ترى ماذا سيكون رأي عايدة لو كانت المشتكية من الطوابرية والمشتكى به من جهة أخرى؟ هل كانت ستقف الموقف نفسه؟ وهل كان اهتمامها بالقضية سيكون بالحجم نفسه؟

ولنرجع لنناقش بهدوء هذه الاتهامات التي أطلقتها عايدة وتلقفها الطوابرية وطبالتهم بدون تمحيص. المفروض أن التهديدات التي تلقتها عايدة هي عبارة عن رسائل صوتية أو نصية متوفرة عندها على هاتفها، أو هي مكالمات هاتفية يمكن معرفة مصدرها بسهولة. ألم يكن الأجدى أن تنشرها ليطلع الرأي العام على أن هناك تهديدات فعلية وليست من نسج خيال عايدة بإيحاء من لمعيطي لاستغلال مناسبة نسائية؟ ما الذي يمنع عايدة من نشر صور لتلك الرسائل؟ ألا يكون الأفضل، لحشد التضامن مع عايدة كما يريد لمعيطي، أن تُنشر تلك التهديدات لتعزز الادعاء؟

ولنتعمق أكثر في هذا الاتجاه. ألم يكن الأفضل لعايدة تقديم شكاية لدى القضاء ليصبح اتهام المخزن بالتقصير أو الوقوف وراء تلك التهديدات ذا جدوى ومسنودا بدليل؟ لماذا لم يطالبها حتى الآن أحد من الطبالة بنشر تلك الأدلة؟ هل هي شخصية لا يقبل ادعاؤها الشك لأنها من رواة الإمام البخاري؟

إنه التحدي المرفوع أمام عايدة وأمثالها لإثبات صحة وجود تهديدات وصحة نسب مصدرها للمخزن الذي يعتبرونه مدانا قبل تثبيت التهمة عليه وإثبات مصلحته في هذه الأفعال تجاه شخصية نكرة لا تأثير لها. الحقيقة أن الطوابرية هم من يبحث عن ترميز نكرات ولذلك فقد دبجوا كلهم تدوينات ومقالات في وقت وجيز بنفس الأسلوب وكأنهم يكتبون من محبرة واحدة للرفع من شعبية شبه كاتبة مغمورة ولكن بدون جدوى لأن البناء على باطل لا ينتج إلا باطلا.

كان الأولى للمعيطي وغيره من الحقوقيين المزيفين تذكر مآسي النساء ضحايا بوعشرين وعمر راضي وغيرهم من الطوابرية، وكان الأولى لعفاف برناني المغتربة تذكر سبب غربتها الحقيقية الذي هو بوعشرين ونصائح لمعيطي الشريرة التي أوقعتها في مستنقع تعرف حقيقته أكثر من غيرها، وما كانت تعانيه في تونس لن تنساه ولن ينسيه عندها سفرها لبلاد العم سام بمنحة سيأتي وقت للحديث عن سبب استفادتها منها ومن كان وراءها والهدف منها. كل شيء بأوان وسيستمر هذا البوح في إسقاط القداسة التي يريد هؤلاء إسباغها على نضالهم “الاسترزاقي السامي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى