الباحث عبد الفتاح نعوم: التّعثّرُ يَسِمُ استعدادَ الجزائر لعقدِ القمّةِ العربيّةِ.. والمُتاجرة بالقضيّةِ الفلسطينيّةِ مَرفوضة

أكد عبد الفتاح نعوم، الباحث في العلوم السياسية بالمركز المغربي الأقصى للدراسات والأبحاث، أن تصريح وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، حول كون القمة العربية لا ينبغي أن تكون امتيازا؛ بل يجب الإعداد لها، (أكد) أن “فيه إشارة إلى التعثر الذي عرفه التحضير للقمة العربية المزمع عقدها في الجزائر أوائل نونبر القادم”.
وأضاف نعوم، خلال حلوله ضيفا على برنامج “وجها لوجه” الذي تبثه قناة “فرانس24″، أن “التعثر المتحدث عنه سببه محاولة زج الجزائر القمة العربية في مواضيع وعنوانين لا صلة لها بالهموم والقضايا العربية المشتركة؛ منها محاولة المس بالوحدة الترابية للمملكة المغربية”.
وأوضح ذات المتحدث أن “هناك 4 مواضيع يجب على الجزائر الخضوع والانصياع لها؛ أولا الإشارة المباشرة إلى الخطر الإيراني، ثانيا التنبيه إلى تجنيد الأطفال في النزاعات المسلحة، لاسيما ما يقع بمخيمات تندوف، ثالثا الحديث عن القضية الفلسطينية ودور المغرب في هذا الملف، رابعا التطرق إلى الدور المغربي لحل المسألة الليبية”.
وأبرز نعوم أن “المغرب لم يعرقل يوما أي بادرة من مبادرات العمل العربي المشترك، وبالتالي فإن الزعم بأن الرباط ممتعضة من تنظيم الجزائر، في نونبر المقبل، للقمة العربية لا أساس له من الصحة”.
وأضاف المحلل السياسي أن “المغرب، دائما وأبدا، يكون طرفا في الحل وليس طرفا في المشكلة، والمملكة ليست ضد الجزائر في أي مبادرة تُقبل عليها ولا تنافسها، بل تدعوها إلى العمل العربي المشترك”.
ويرى نعوم أن “الجزائر، بسعيها وراء تنظيم القمة العربية، تروم ضمان منصة لتمرير خطابات تستهدف المغرب؛ لا لوضع مشاكل الدول العربية على الطاولة ومناقشتها، على أمل إيجاد حلول لها والمضي قدما بالمنطقة في مختلف القطاعات”، مستدلا على ذلك بـ”ترويج ‘الجارة الشرقية’ لخريطة المغرب مبتورة من صحرائها لترد عليها جامعة الدول العربية على مستوى أمينها العام”.
ولفت نعوم إلى أن “موقف المغرب من القضية الفلسطينية هو عينه موقف جامعة الدول العربية”، مشيرا إلى أنه “لا مجال للمزايدة في هذا الموضوع والمتاجرة به، على اعتبار أنه موقف ثابت وغير متغير، سواء للدول التي استأنفت علاقاتها مع إسرائيل أو التي قطعت العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب”.