كاريكاتير | مستقبل الجزائر على كف عفريت والنظام العسكري الجزائري على وشك الانهيار

أعلن النظام الجزائري، يوم أمس الثلاثاء 24 غشت الجاري، عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع المملكة المغربية، مبررا القرار بما أسماه الأعمال العدائية المتكررة من طرف المغرب تجاه الجزائر.
قرار النظام الجزائري هذا، اعتبره عدد كبير من المتتبعين للشأن السياسي المغاربي، بأنه خارج السياق ولا يستند لأي مبرر معقول أو حجج دامغة، بل يظل مجرد مناورة فاشلة على غرار المناورات السابقة التي اعتاد عليها النظام الجزائري، هدفها الوحيد والأوحد هو تصدير الأزمات الداخلية التي تتخبط فيها البلاد منذ مدة، ومحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل انهيار “نظام الكابرانات”.
وفي هذا السياق، قال الصحافي الجزائري وليد كبير، “إن قرار قطع العلاقات يؤكد أن النظام الجزائري أقر بهزيمته الدبلوماسية في ملف الصحراء المغربية، وأنه فاشل على المستوى الداخلي”، في إشارة إلى دوامة الأزمات المعيشية التي يعاني منها الشعب الجزائري يوميا، وسط غياب أي حلول من طرف النظام المنشغل بالتغطية على هذه المشاكل عبر اختلاق “عدو” خارجي ليعلق عليه فشله.
ولم يعد يخفى على أحد أن الجزائر أصبحت تعيش على صفيح ساخن خلال الآونة الأخيرة، بسبب توالي الأزمات المعيشية وتصاعد مطالب الشعب بإسقاط النظام العسكري وبناء دولة مدنية ديمقراطية، ما يدفع “الكابرانات” باستمرار إلى التغطية على المشاكل الداخلية عبر الترويج لسيناريوهات خيالية، مفادها أن “مؤامرة خارجية” مزعومة تستهدف استقرار الجزائر.
هذا الأخير (أي استقرار الجزائر) أصبح على كف عفريت، ليس لأن هناك مؤامرة خارجية ما تحاك ضد هذا البلد، وإنما لأن النظام العسكري الحاكم نفسه هو من يتآمر على الجزائر وشعبها، تاركا إياه يصارع مصيره وسط دوامة من الأزمات.
وفي هذا الصدد، كانت تقارير إعلامية عديدة قد أشارت إلى أن الجزائر تعيش على وقع مجموعة من المشاكل، كأزمة العطش والأوكسجين والحليب والزيت والسميد، إلى جانب أزمة الخبر التي عمقت جرح الشعب الجزائري مؤخرا.
أزمات يحاول النظام العسكري الجزائري جاهدا رميها إلى المملكة المغربية، واتهامها بالوقوف وراءها، آخرها الحرائق التي أتت على غاباتها، وجعلتها تلجأ إلى الاستنجاد بأوروبا رافضة المساعدة المغربية.
وكانت مجموعة من النشطاء الجزائريين على منصات التواصل الاجتماعي قد استنكرت سياسة التصعيد التي ينهجها حكام قصر المرادية ضد المغرب، داعين تبون وجماعته بالتركيز على بلدهم وتحسين معيشة المواطن الجزائرية وتطوير إمكانية البلد في مواجهة الكوارث عوض تصدير الأزمات الداخلية كل مرة بالهجوم على المغرب.
ويبقى السؤال مطروحا: ماذا بعد قطع العلاقات مع المغرب؟ وما هي “الشماعة” الجديدة التي سيبحث عنها النظام لتعليق فشله وأزماته عليها، بعدما استنفذ كل أوراقه؟ وكيف سيعمل خلال المرحلة المقبلة على تصدير أزماته التي أصبحت تنذر بانهيار وشيك للنظام، حسب ما أشارت إليه عدة تقارير أمريكية؟