الناشطة والحقوقية لبنى أحمد الجود تكتب: ”لقد اختلط الحابل بالنابل…فأين نحن من الوفاء لهذا الوطن؟”

ردت الناشطة الفايسبوكية والحقوقية لبنى أحمد الجود، عضوة الجمعية المغربية لحقوق الضحايا، يومه السبت، في تدوينة على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، على تصريحات أبوبكر الجامعي، التي انتقد من خلالها المؤسسات الأمنية والمحيط الملكي بالمغرب، مضيفة أن نبيلة منيب خيبت أمله بعد رفضها المشاركة في ندوة لأنها اعتبرته دون مستواها ما جعل أبوبكر الجامعي يعيش جرحا عميقا في مشاعره، ليبدأ في تصريحات وهرطقات لا معنى لها.
وكتبت لبنى الجود في حائطها الفايسبوكي قائلة:
في معرض مداخلة له بالأمس، تحدث أبوبكر الجامعي،( الذي قد تغويك سلاسته اللغوية وإحتكامه للمنطق في بعض المحطات الصغيرة من الحديث، حيث اللياقة واللباقة و التهذيب) ، عن مدى أهمية الديمقراطية، مبرزا أنها أكثر أهمية من الملكية، حيث سطر على أن الملكية البرلمانية بإسبانيا ممارسة ديمقراطية لا يمكن إسقاطها على نظام الملكية بالمغرب و لو بعد حين.
فتوقف أبوبكر الجامعي عند المؤسسات الأمنية بالمغرب، لينتقدها ولينتقد المحيط الملكي بشراسة منقطعة النظير.
كما أشار إلى أنه لا ضير في الإستعانة بالأجانب لتكريس الديمقراطية بالمغرب.
و هنا … أتوقف قليلا لطرح بعض الأسئلة :
– لو قبل الملك محمد السادس أن يكون أبوبكر الجامعي مستشارا له كما كان يريد هذا الأخير ، هل كان سينخرط في هذا التبخيس ؟
أليس هو تنفيس عن حقد دفين و تحطم مصالح ضيقة على صخرة الثقة و الوفاء و الإلتزام، كما هو حال كل أولئك الذين لم يجدوا لأنفسهم مكانا قرب قائد الدولة … فانخرطوا في الفجور ؟
– إن كانت الديمقراطية أهم من النظام الذي يضمنها فمن سيكرسها؟ و من هو و ما هو البديل؟
خاب أمل أبوبكر الجامعي في الرفيقة نبيلة منيب، إذ علم أنها لم ترد أن تشارك في هذه الندوة معيته، لأنها إعتبرته دون مستواها … فجرحت مشاعره و انسحب قبل أن يعود ليودع الحاضرين … أدبا و تهذيبا.
فهل سيكرس غرور نبيلة منيب هرطقات أبو بكر الجامعي؟
أم هي جعجعة بدون طحين؟
حين نقول أن ملك البلاد هو صمام أمانها، فهل نبالغ و هل نحن مخطئين؟
حين نقول أن الملكية هي ضماننا الوحيد للتقدم و النماء أمام التشرذم و ستالينية المواقف والإختلافات الإيديولوجية والإثنية والسياسية والعقائدية التي تطبع أغلب مكونات هذا المجتمع …فهل هو عبث أم أنها حقائق لا مناص من مواجهتها ؟
و عن الحركات الإحتجاجية بالمغرب والمقاربة الأمنية التي يتم تبنيها، فهل هي مختلفة عن “الستر الصفراء ” وطريقة تفريق المتظاهرين في بلاد الأنوار التي تحتضن أبوبكر الجامعي وآخرين ؟
و عن المسؤولين في أعلى هيئات الدولة… فهل هم منظرون حالمون أم أنهم منطقيون و واقعيون … يحافظون على حقوق الجميع حين يدافع البعض عن حقوق القليل ؟
وعن الإستعانة بالأجنبي، فليتغمذ الله برحمته الواسعة كل الشهداء و المنفيين و المعتقلين … الذين يتقلبون في قبورهم، حين يتم نسف تضحياتهم من طرف من ساهموا في حريتهم و إنعتاقهم من استغلال المستعمر، و الذي يستخسرون بعد عقود، مكتسبات الإستقلال والسيادة والكرامة على بلادهم … فأي نضال هو و أية حقوق ؟!
إنه التخبط في الكره و الأحقاد يا سادة، وإنه العبث الفكري و النضالي الذي يجعل صاحبه عدوا و هو يظن مخطئا أنه صديق.