“أبدية الجحيم”.. كيف يصبح العقاب لصيقا بحياة قضاها هشام جيراندو كاملة في الخطيئة (كاريكاتير)

من الإغراءات والمحفزات التي تُراوغ عيون وخاطر المرء حتى ينخرط، ﺑ “بسالة” مفصولة عن العقل، في عوالم الإجرام العابر للقارات، هي ذاك الهوس البطولي وحاجة النفس الضعيفة للاستحقاق والاعتراف بالكينونة، وأن ما لعِلية القوم من هيبة ووقار قد يكون يوما لسَفلة القوم، إن هُم اختاروا مسلكا انتحاريا تحت يافطة “ما عندي ما نخسر”.

حسبُنا هنا أن نبين من المستفيد من الجريمة؟ المجرم أو صانع المجرم أم الاثنان على حد سواء؟؟. في مستهل مشوار الألف ميل يتقيد المجرم بحذافير التعليمات ويُذعن صاغرا لأهواء الرعاة الرسميين، لأن في التوجه صقل عميق لنزعته الإجرامية وتمكين تدريجي لها من أدوات الاشتغال الغير رائجة إلا في مجالس “الكبار” من منظور المجرم طبعا.

وحين بلوغ سقف التمرس يتخذ الإجرام طابعا شخصيا وينفلت -ربما- حتى من بين يدي صانعيه لأن الأوامر لم تعد مطلبه والضرب من تحت الدف يغدو دغدغة خفيفة لتطلعاته الإجرامية، بحيث يتفوق المجرم على نفسه وعلى من يخوضون حروبا بالوكالة عبره. وهنا، يُخل صديقنا الطموح بقاعدة “العقد شريعة المتعاقدين”. فيُبحر “أعزلا” في محيطات مظلمة وبحار “ميتة” على أمل أن يعود منها منتصرا ويُنَصب كبير أعضاء “الخلية الانقلابية” التي يتنكر لها، بين الفينة والأخرى، حفاظا عليها أم على حياته. المهم، الأمر سيان.  

وإن كان في العمر بقية، كما يُردد المجرم في سره وعلنه، فهو منذور للإطاحة ﺑ “عرش” ولاختراق “مملكة” يُراد إقبارها بمخططات ثلاثية التوجهات توحد تفاصيلها انتظارات “العالم الآخر” وبعض أبناء الداخل المنشقين. وتتوالى الأيام وتتناسل الضربات وتُقذف كرامة الوطن ويُنكل بمسؤوليه أيما تنكيل، فتتفتح أسارير المجرم ظنا منه أن العدالة لا ولم ولن تُدركه يوما، لأن حُماته أفهموه أنه نِبراس زمانه، لا يفصله عن مجالسة الوطن إلى طاولة المفاوضات إلا “قهوة أوروبية” يتوجب عليه احتسائها مع مستشار ملكي. لكن، الرجل لم يحتسي إلا العُلقم و “في كاس كبير” وهو يتبادل أطراف الحديث مع “كومبارس”.

وبعد شد وجذب، وغزل حينا وذم أحيانا، يضرب المجرم اليوم الأخماس في الأسداس ويمشي فوق خيط رفيع نظمه قضاة ومحامون لا يمكن أن يتهاونوا- وهم أصحاب المهنة- في انتزاع حقوقهم المسلوبة “علنا” من طرف مُشهر اعتقد واهما أن المنصات الرقمية “وكالة من غير بواب” تُستباح فيها أعراض الناس وتُأكل فيها لحمهم بغير وجه حق.

القضاء الكندي ينتصر “ملزما” للعدالة ويُعيد شد المجرم من أذانه بإلزامية أداء ألوفات الدولارات لفائدة محامي، ويمنعه من فتح فمه “النتن” مستقبلا تشهيرا بالغير على مختلف المنصات الاجتماعية والإعلامية. ولكم كانت الصفعة قاسية أخرجت المجرم عن طوعه راقصا رقصة الديك المذبوح قبل أن يسقط مُدرجا في دمائه.

السب والشتم والوعيد تلو الآخر، مُبتدى ومنتهى الحكاية لأن الظنين هكذا اعتاد التفاوض على أحقيته في العدوان والتضييق على الآخرين. وإلى هذا الأسلوب انتهى تمرس سيف “الخلية الانقلابية”. وشراسة القضاء الكندي والمغربي لا تزال مفتوحة لأنها في بدايتها إلى أن يحترق بنيرانه “الرجل الذي أراد مقابلة المستشار الملكي فؤاد عالي الهمة” ولم يفلح.  

ونختم بوحنا هذا بتنبيه مُلح: أي تشابه في الأحداث والوقائع مع محنة الإرهابي الهارب هشام جيراندو فهو ليس محض صدفة و “إيلا جات على قدك لبسها” !!!     

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى