حماة المغرب من مخاطر الإرهاب والمخدرات والجريمة.. روبورتاج خاص عن القوات الخاصة للمخابرات المغربية (فيديو)

في خضم المد الإرهابي المتصاعد، كان لزاما على المغرب أن ينخرط في المجهودات الدولية الرامية لتجفيف منابع هذه الآفة الخطيرة على البشرية. ومن هذا المنطلق، أخذت المديرية العامة للأمن الوطني على عاتقها مهمة التصدي بحزم لأعداء الحياة عبر تعزيز صفوف قواتها الخاصة بأجود العناصر وتمكينها من تدريبات على أعلى مستوى لتكون على جاهزية تامة متى دعت الضرورة لتدخلاتها.
لم تأتي من فراغ السمعة الطيبة والمكانة المتميزة التي تحظى بها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني من قبل كبريات العواصم الدولية على غرار واشنطن وباريس وبروكسيل، بل كان الأمر نتاج سنوات من العمل الدؤوب الذي يمزج بين المقاربة الاستباقية والتداريب والتكوينات المكثفة لمحاربة تفشي الفكر المتطرف سواء في منطقة المشرق العربي والساحل أو الصحراء.
عناصر القوات الخاصة.. سلاح الديستي الذي تتفتت على صخرته جمرة الإرهاب
لدى المديرية العامة للأمن الوطني قناعة راسخة مفادها أن التكوين المتكامل والمعمق عِمَادُ العمل المتقن، لذلك يخضع عناصر القوات الخاصة لتكوين نوعي يمزج بين التداريب المتقدمة والدراسة المستمرة داخل معهد التكوين التخصصي الذي دشنه الملك محمد السادس بتاريخ 28 أبريل 2018.
ولتحقيق القوات الخاصة لأهدافها المسطرة، يتم انتقاء عناصرها بعناية، لأنهم ملزمون بمواجهة المخاطر الإرهابية المحدقة بالمملكة وبالتالي تحييدها.
وتتوزع هذه القوات التي تتدرب بشكل يومي ومكثف تحت إشراف متخصصين في كل المجالات، إلى عدة وحدات وفرق تشتغل في تناغم مع بعضها. فوحدة “الاختراق” متخصصة في فتح الأبواب، وتتجلى مهمتها في تهيئة الطريق في زمن قياسي لباقي أفراد القوات الخاصة، عبر فتح الأبواب المستعصية على الفتح. بينما تكمن مهمة وحدة “التسلق” في تسلق الأسوار، والدخول إلى أماكن العمليات دون إثارة انتباه المشتبه فيهم. ويعمل الفريق التقني على إزالة الألغام من أجل تأمين باقي أفراد القوات الخاصة وعموم المواطنين. أما “فريق القناصة” فيتكون من أجود عناصر الوحدات الخاصة، حيث يتمتع أفراده بقدرة عالية على التركيز، وإصابة الأهداف الثابتة والمتحركة على بعد مئات الأمتار. والخطأ غير وارد بالنسبة لهذا الفريق، لأن الخطأ قد يكون مكلفا جدا في تدخلاتهم الميدانية.
معهد التكوين التخصصي.. التعلم المستمر يوازي التداريب الميدانية
ولأن التعلم المستمر عملية مطلوبة تسمح بتعزيز الكفايات والمهارات لدى العناصر الأمنية، أضافت الإدارة الأمنية لمنشآتها التكوينية معهد التكوين التخصصي المتواجد داخل مقر المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني والذي دشنه الملك محمد السادس يوم 24 أبريل 2018.
ويمتد المعهد على مساحة إجمالية تبلغ 35 ألف متر مربع، ويضم مدرجا للمحاضرات، وإحدى عشرة قاعة للدراسة، ومختبرا لتحصيل اللغات الأجنبية، وقاعة للندوات، ومكتبة، علاوة على مرافق للمكونين والأطر الإدارية، فضلا عن إقامة مخصصة للإيواء، تضم جميع المرافق، بما في ذلك عيادة طبية، وقاعة للتربية البدنية والرياضة، ومسجدا.
كما تجري العناصر الأمنية تدريباتها بشكل يومي داخل ميدان للرماية وحلبة للحواجز بذات المعهد الذي يتوفر على مخزن للذخيرة.