عبد المجيد تبون وعصابة الكابرانات يتأبطون جيشا دبلوماسيا لاختراق العالم
الانفتاح على الآخر في عُرْفْ العلاقات الدبلوماسية له مكاسب عديدة، من شأنها أن تخلق توازنات اقتصادية في إطار إستراتيجية رابح-رابح. الكل متوافق على هذا المبدأ الكوني، إلا ساكن قصر المرادية بالجزائر، فله رأي آخر في إدارة البلاد والسير بها بخطوات ثابتة نحو الهاوية.
ولإثبات تفرد تبون وعصابة الكابرانات في طريقة تسييرهم للجزائر، فقد تفتقت نباهتهم عن آخرها، وارتأوا تقاسم تجربتهم مع العالم في إطار قمة “الدبلوماسية الجزائرية والتحديات الدولية للجزائر الجديدة” التي حشد فيها تبون رؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية الجزائرية، حتى يستظهر عليهم خطته القادمة في اختراق العالم وتمكينهم من آليات الاشتغال لطلاء جدران الجزائر المتآكلة. لكن لا يهم، فبحسب صناع القرار في بلد المليون شهيد، الواجهة أسبق وإن كان الغليان الداخلي قد طفح وانعكس على الخارج، ولعل مظاهرات الجالية الجزائرية بين الفينة والأخرى، بمختلف العواصم الأوروبية، خير دليل على ذلك.
بكل ثقة عقد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قمة يسوق من خلالها للتحديات الدولية التي تستعد الجزائر للانخراط فيها. وأولى الخطوات التي بصم عليها تبون لإثبات حسن النية ومصداقيته الدولية، كان أن قطع إمدادات الغاز عن شركائه الأوروبيين لأنه يمر عبر المغرب، ظنا منه أنه أصاب المملكة في مقتل، في حين لم يحصد غير استنكار وتنديد دول الاتحاد الأوروبي الذين أيقنوا أن شراكتهم الطاقية مع الجزائر لم تكن إلا اتفاقا مع مراهق استبد به اليأس لأن مجمل تحرشاته بالمغرب لم تحقق الغاية المنشودة، فاستوعبت أوروبا الدرس وصارت تفكر جديا في تغيير بوصلتها نحو شركاء أكثر موضوعية ومهنية من تبون الذي يحتكم لمزاجيته في إبرام وفسخ الاتفاقات الدولية.
“الجزائر الجديدة” كما أراد لها أن تكون تبون وحاشيته العسكرية تقتضي بالضرورة تجويع الشعب الجزائري وقطع المواد الأساسية عنه، ثم احتكارها لصالح الدولة. جزائر العهد الجديد لم يكن ممكنا أن تبرز ملامحها إلا بإذلال المواطن الجزائري لقاء بيعه بعض حبات البطاطس بشروط، وأن لا تتجاوز حصته من زيت المائدة لتر لكل مواطن. جزائر تبون الذي لم نستطع استيعاب إستراتيجيته في الحكم لم يُضَمِنْ حملته الانتخابية ضرورة توفير الحليب والسميد والماء الصالح للشرب للمواطنين.



