عيون “القوة الضاربة” لن تنام هذه الليلة.. خطاب ملكي مقتضب في مواجهة “تشرميل” نظام عسكري مفلس

تسع دقائق وبضع ثواني كانت كافية لأن تُشْهِدَ العالم على رصانة المغرب بقيادة الملك محمد السادس، في مواجهة عربدة النظام الجزائري، المتوهم بزعامة المنطقة المغاربية.

الكل كان ينتظر ردا ملكيا على الاستفزازات المتوالية التي بات يوجهها النظام الجزائري للمغرب بغية جره إلى مستنقع الحرب. لكن فطنة عاهل البلاد أكبر من تنساق وراء حماقات نظام فاشل عاجز عن توفير حتى أساسيات المعيش اليومي لمواطنيه المطحونين، فبالأحرى أن يخوض حربا لا يتحمل وزرها إلا المواطن الجزائري.

خطاب واضح وصريح، مفاده أن المغرب لن يضع يده في يد أصحاب المواقف الغامضة أو المزدوجة بشأن قضية الوحدة الترابية للمملكة، ثم أي حل سياسي لن يكون إلا في إطار سيادة المغرب الكاملة على صحرائه، من خلال مبادرة الحكم الذاتي، باعتبارها الحل الواقعي الوحيد الذي يمكن تطبيقه.

فلطالما اختار المغرب سلك درب القانون والمظلة الأممية لوضح حد لهذا النزاع المفتعل على أراضي الصحراء المغربية، مقابل عنف وتسليح وعربدة تقف وراءها البوليساريو وصنيعتها الجزائر لإطالة أمد هذا الملف.

فإلى أصحاب العقول اللبيبة، خطاب الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة، جاء مليئا بالرسائل والعبر. المملكة المغربية بخلاف جار العار والمهانة لا يناسبها أن تضع يدها على وجهها وتبكي حظها. بل على العكس من ذلك، المغرب انخرط في مسلسل إنمائي اقتصادي لمنطقة الصحراء المغربية بغية النهوض بأوضاع ساكنتها.

وبفضل هذه الرؤية الملكية المتبصرة، تتمتع اليوم الأقاليم الجنوبية بنهضة تنموية شاملة، من بنيات تحتية، ومشاريع اقتصادية واجتماعية ؛ وذلك في إطار النموذج التنموي الخاص بهذه الأقاليم، الذي أطلقه الملك سنة 2015، ويتم تنفيذه من طرف ممثلي السكان المنتخبين بطريقة ديمقراطية. وهو ما تؤكده مؤشرات التنمية البشرية، ومستوى الخدمات الاجتماعية الأساسية، في مختلف المجالات.

وبفضل هذه المشاريع، يؤكد جلالة الملك، أصبحت جهات الصحراء تستأثر باهتمام المستثمرين المغاربة والأجانب.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى