مجلة الإيكونوميست البريطانية : هجمات البوليساريو تتم بمباركة العسكر الجزائري والجبهة تتخبط في عدة مشاكل داخلية

أكدت المجلة البريطانية الشهيرة، في تقرير لها لعدد هذا الأسبوع، الذي خصص حول الصحراء المغربية والعلاقات المغربية الجزائرية، حيت جاء التقرير في مجمله ايجابيا بخصوص المملكة، كما كشف واقع البوليساريو ونواياها التخريبية، موضحا في هذا الصدد أن الهجمات العسكرية لجبهة البوليساريو تتم بمباركة الجزائر، التي ترحب بقادة هذه الجماعة و”اللاجئين الصحراويين”. وأضافت أن للجزائر دوافع ذات طبيعة استراتيجية، حيت إذا سيطرت جبهة البوليساريو على الصحراء الغربية، فسيكون للجزائر منفذ على المحيط الأطلسي والطرق المؤدية إلى غرب إفريقيا ، بينما سيكون المغرب مغلقًا في الركن الشمالي الغربي من القارة.
من جهة أخرى، قالت المجلة أن المملكة المغربية أنفقت مليارات الدولارات على الاستثمارات في الصحراء المغربية، حيت تحولت مدينة الداخلة الساحلية من قرية صغيرة للصيد إلى منتجع سياحي مزدهر على طول شاطئ البحر، إذ أصبحت وجهة لراكبي الأمواج، بالإضافة إلى أن المدينة تعرف أشغال بناء ميناء كبير يهدف إلى إمداد غرب إفريقيا، ناهيك عن حركة الشاحنات المتوجهة نحو البلدان جنوب الصحراء. وعرجت المجلة على ما تعرفه مدينة العيون من تشييد لعدد من المباني مؤخرًا، بما في ذلك الكم الهائل من القنصليات التي افتتحت للدول الصديقة.
وخلصت المجلة البريطانية أن نفوذ المغرب في إفريقيا آخذ في الازدياد، بينما نفوذ الجزائر آخذ في التناقص، كما أن المغرب أفضل استعدادا للمستقبل. فهو أصبح موطن لأكبر مصنعي السيارات والطائرات في أفريقيا، بالإضافة إلى توفره على أسرع القطارات، كما أن البلد يحصل على أكثر من ثلث طاقته من الطاقات المتجددة. أما بخصوص مواجهة جائحة كوفيد-19، نقلت المجلة البريطانية أن أكثر من 60٪ من المغاربة طعموا بحقنتين من لقاح كوفيد 19، بينما فقط 10٪ من الجزائريين أخذوا اللقاح.
في خضم حديثها عن البوليساريو، أوضحت المجلة الشهيرة أن الجبهة تواجه عدة ضغوط داخلية، إذ عبر حوالي 173000 لاجئ صحراوي في الجزائر عن سخطهم تجاه الأوضاع المزرية التي يعيشونها، جراء تضرر ماشيتهم وإصابتها بالأمراض بسبب غياب الأمطار، وانخفاض المساعدات الدولية، مما يجعل البوليساريو تخشى انتشار الإحباط الذي يؤدي إلى التطرف، وتخوفها أيضا من رغبة الجزائر إبقاء الصحراويين في المخيمات حتى لا يتخلوا عن القتال. من جانب آخر، قالت المجلة أن حادث مقتل سائقا الشاحنتان المغربيان، أثناء عبورهما الصحراء، يعزى حسب دبلوماسيين غربيين إلى تورط الجزائر، التي قيل إنها تحاول إحباط اندفاع المغرب جنوبا.
وأكدت الإيكونوميست في تقريرها أن القدرة العسكرية لجبهة البوليساريو انخفضت خلال وقف إطلاق النار وأنها بعيدة كل البعد عن القدرة العسكرية للمغرب، معزية ذلك إلى تقدم سن قادة ضباط البوليساريو الذين يفوقون 70 عامًا وما زالوا على رأس الجيش. فالجبهة، تضيف المجلة، تؤكد على ضرورة دعم الجزائر لها لاستمرار الأمور.
فالبوليساريو، حسب نفس المصدر، تريد تنويع تكتيكاتها باستهداف مناطق حساسة، حيت صرح محمد والي عكيك، رئيس أركان الجيش الصحراوي المعين مؤخرًا، إن “الشركات والقنصليات وشركات الطيران والقطاعات الأخرى كلها أهداف محتملة”… حيت أن الهدف من الغارات هو تقويض معنويات المغاربة، وأن البوليساريو تظن أن التصعيد سيجعل المغرب غير مرتاح بما يكفي لتقديم تنازلات. ونقلت المجلة أن الجزائر بدورها نقلت قواتها إلى الحدود،. حيت أكد دبلوماسيون أن الجزائر تعمل مع مجموعة فاغنر، وهي شركة أمنية روسية مشبوهة.
في نفس السياق، بينت المجلة أن هناك فرصة ضئيلة في أن تحقق البوليساريو حلمها باستقلال الصحراء. وقالت المجلة أن الوضع سيكون صعبا جدا، كما لا يكمن الاعتماد على مساعدة الجزائر التي نفسها توجد في حالة اضطراب، حيت فشلت جهود فصل الاقتصاد عن النفط والغاز، بالإضافة إلى الاحتجاجات الكبيرة في عام 2019 التي أدت إلى استقالة الرئيس، الذي ينظر إليه غالبية الشعب أنه مجرد دمية في يد الجيش، ناهيك عن قمع الحراك والمطالبة بالديمقراطية.