السعودية تستعد لتلقيح الأطفال وأصحاب نظرية التشكيك في كل شيء يجوبون الشوارع رفضا لجواز التلقيح

لا يختلف اثنان عن كون الأطفال هم أمل الغد وإرث أي دولة تستثمر فيهم لأنهم رجال الغد. ومن هذا المنطلق لا يمكن لأي بلد مهما عَلَى أو صَغُرَ شأنه، أن يفرط في نساء ورجال المستقبل بغرزة إبرة غير محسوبة العواقب. بل العكس من ذلك تماما، الوضعية الوبائية التي يقطع منها العالم، دفعت الحكومات للإسراع بتلقيح مواطنيها على اختلاف شرائحهم العمرية، حماية لهم ولهرمها السكاني من الاندثار نتيجة الوباء القاتل.

وتأسيسا على ما سبق، قررت المملكة العربية السعودية رسميا تلقيح الأطفال المتراوحة أعمارهم ما بين 5 و 11 سنة بلقاح فايزر الأمريكي. وجاءت موافقة هيئة الغذاء والدواء السعودية، اليوم الأربعاء، على هذه الخطوة بعد الإطلاع على الدراسات السريرية والتقارير العملية التي أثبتت فاعلية وسلامة اللقاح بالنسبة لهذه الفئة العمرية.

وفي ضفة أخرى من هدا العالم بالمغرب تحديدا، هواة العربدة في الشوارع بدعوى رفض إجبارية جواز التلقيح لهم رأي آخر، حينما تبدى لهم أن التلقيح إنما هو مجرد مؤامرة ماسونية تستهدف النوع البشري دون غيره من الكائنات الحية التي خلقها رب الكون. الأنكى من ذلك، التلقيح في عُرْفْ المصابين بمتلازمة التشكيك في كل شيء، ليس سوى أداة للتجسس والتحكم عن بعد تتعقب البشر في حلهم وترحالهم. وبالتالي، ملايين الملقحين بالمغرب قد بلعوا الطعم في نظر متزعمي الاحتجاجات الرافضة للقاح ولجواز التلقيح باعتباره آلية احترازية لتجنب انتكاسة وبائية محتملة لا قدر الله.

فهنيئا لدعاة “جسمي حريتي” لأنهم أَلِفُوا حالة الجمود التي فرضتها جائحة كورونا على سكان الكرة الأرضية منذ أوائل الحجر الصحي الشامل إلى اليوم، ويبدو كذلك أنهم أَلِفُوا حتى حياة الكهوف ولا حاجة لهم في استئناف حياتهم وإعادة ضبط عقاربها.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى