نظام الكابرانات يتقن سياسة الهرب إلى خارج حدوده.. والمغرب عقدته الوحيدة منذ زمان !

لم يترك النظام الجزائري أي شيء وفعله من اجل محاربة المغرب، والأخير دائما ما كانت ردة فعله حكيمة وغير آبهة لترهات وهرطقات ومناورات كابرانات الجزائر.
النظام الجزائري سبق له وأن وجه العديد من الاتهامات للمغرب، منها: حرق الغابات الجزائرية، واتهمه بتورطه في مقتل بن اسماعيل، اتهمه أيضا بدعم حركتي الماك ورشاد، اتهمه أيضا بالتجسس عليه باستعمال ”بيغاسوس”، كل هذه التهم موجهة للمغرب بدون أي دليل ملموس، حيث لم يترك نظام الكابرانات أي شيء إلا واتهم به المملكة، حيث أن هذا النظام استنفد جميع اوراقه، خاصة بعد قطعه لأنبوب الغاز ”ميغ” المار من المغرب نحو اسبانيا، ظنا منه انه ستؤثر على اقتصاد المملكة.
الغريب أن النظام الجزائري يعتقد انه الوحيد الذي يمتلك الغاز عبر العالم، ناسيا او متناسيا ان المغرب يملك العديد من العلاقات القوية على المستوى الدولي ومع دول منتجة للغاز والنفظ، ناهيك ان المملكة أصبحت رائدة في المجال الطاقي بامتلاكها لأكبر محطة للطاقة الشمسية على المستوى القاري بحيث يمكن ان تغطي 50 في المائة من حاجيات المملكة من الناحية الطاقية.
وتسائل العديد من المحللين السياسيين، عمّا إذا كان هدف جنرالات الجزائر معاقبة المغرب، الذي أخد مسبقا احتياطاته في ما يخصّ حاجته إلى الغاز، أم معاقبة دولة إسبانيا التي عملت في الأشهر الأخيرة على تطبيع علاقتها مع المغرب بعد ان كانت مثوترة بسبب أزمة بن بطوش؟
جنرالات الجزائر همها الوحيد هو إيذاء المغرب، بأي وسيلة كانت، المشكلة ان هذا النظام يريد مساومة المغرب والضغط عليه بشتى الوسائل، متناسيا أن موقعه الجغرافي لا يساعده من أجل هذا النوع من المساومات، والمثير في الأمر ان حتى الطريقة التي تم الإعلان فيها عن قطع انبوب الغاز، لم تأتي لا من شركة “سوناطارك” ولا من الوزارة الوصية وإنما جاءت عن طريق الرئاسة الجزائرية، بينما الجانب المغربي رد على هذا البلاغ عبر وزارة الطاقة، ليتبين ان المغرب لا يعطي أهمية لهذا الأمر، بل وحتى لم يطرحه في مجلس الحكومة.
الجزائر لن تستطيع مد اسبانيا بالكمية المطلوبة من الغاز، ما يجعل نظام الكابرانات يستعين بناقلات الغاز البحرية التي ستكلفها الكثير، فالجنرالات غير آبهة بهذه الخسائر، خاصة وأن الشعب الجزائري هو الضحية كالعادة للاستراتيجيات الفاشلة التي ينهجها هذا النظام منذ زمان.
ففي كلّ مناسبة عملت المغرب على إعادة علاقاتها الطبيعية مع الجزائر والذهاب في التعاون معها إلى أقصى حدود، بما في ذلك إعادة فتح الحدود بين البلدين، وهي حدود أغلقتها الجزائر منذ العام 1994، ناهيك عن المساعدة التي حاول المغرب توفيرها في مجال إطفاء الحرائق التي نشبت في مناطق معيّنة لتعويض الجزائر عن عدم امتلاكها لمثل هذه الطائرات. ففضل نظام الجنرالات الصيف المنصرم الاستعانة ب”ماما” فرنسا بدل قبول العرض المغربي.
كل هذه الأشياء تبين بالواضح العقدة الجزائرية اتجاه المغرب، بسبب أن الأخير يعرف تقدما ملموسا في مجال التنمية والاقتصاد والبنية التحتيّة، بالاضافة إلى النجاحات الدبلوماسية التي يحصدها في ملف قضية الصحراء المغربية التي جعلت من الكابرانات أضحوكة أمام المنتظم الدولي، فنظام الكابرانات يعيش رقصة الديك المذبوح، بعد أن دمر اقتصاده بنفسه، وجعل من دبلوماسيته الخارجية ”مسخرة” أمام الجميع بالهرطقات والبيانات التي يطلقها والإدعاءات المغرضة من اليمين ومن الشمال.