بعد وقف الجزائر لاتفاق خط أنبوب الغاز المغاربي- الأوروبي.. موجة استنكار عارمة في دول الاتحاد الأوروبي

طبعا لم يكن ليمر قرار عدم تجديد الاتفاق بشأن خط أنبوب الغاز المغاربي- الأوروبي الذي أقدمت عليه الجزائر، دون أن يسيل المداد الكثير وأن يثير استنكار العالم، لاسيما وفصل الشتاء على الأبواب، ما يبين بالملموس أن نظام العسكر المفلس مستعد للمغامرة باقتصاد بلد بأكمله، لقاء التضييق على المغرب، وهو ما لن يتأتى له، لاسيما وأن المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب قد طمأنا الرأي العام المغربي، بأن قرار السلطات الجزائرية، أمس الأحد، لن يكون له حاليا سوى تأثير ضئيل على أداء النظام الكهربائي الوطني. وتحسبا لقرار مماثل، فقد تم اتخاذ الترتيبات اللازمة لضمان استمرارية إمداد البلاد بالكهرباء، فيما يجري تدارس بدائل مستدامة، على المديين المتوسط والطويل.

أما أوروبيا، فإن القرار آثار سخط الكثيرين ودفع أهل السياسة للتساؤل حول مصداقية دولة الجزائر كشريك اقتصادي للاتحاد الأوروبي بإقدامها على قرار من هذا النوع أحادي الجانب لا يخدم إلا هوسها بالمغرب.

وفي هذا الصدد، أعرب نائب رئيس مجموعة حزب الشعب الأوروبي في البرلمان الأوروبي، أندري كوفاتشيف عن آسفة لهذه الخطوة غير محسوبة العواقب من الجانب الجزائري مضيفا: “مقلق للغاية أن الجزائر قررت قطع إمدادات الغاز عن خط الأنابيب المغاربي – الأوروبي وفصل الشتاء على الأبواب. لا ينبغي بتاتا استغلال هذا الملف في أغراض سياسية. إنه من الحكمة بمكان  وقف التصعيد والجلوس إلى المفاوضات “.

وذهب في نفس الاتجاه، المحلل الفرنسي الجيوسياسي ايميريك شوبراد، الذي يرى من منظوره أن إقدام الجزائر على هذه الخطوة المفاجئة ليس فقط اعتداء تمارسه في حق دولة المغرب، وإنما هي ضربة موجعة لإسبانيا ولأوروبا، لاسيما وفصل الشتاء على الأبواب. ومادامت الأمور وصلت لهذا المستوى، يتابع شوبراد، فإن دولة الجزائر أثبتت أنها شريك طاقي غير موثوق فيه بالنسبة للاتحاد الأوروبي، ويهدد استقرار المغرب العربي والمنطقة المتوسطية على حد سواء. لذلك، أضحى أكثر من أي وقت مضى، مطلبا ملحا تقوية الشراكة مع المغرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى