كيف سقطت أحلام Z بين “أنياب” فؤاد الفتان وطوابرية النضال من النهج إلى “العدل والإحسان”

شباب “جيلZ” غاضب ومن حقه أن يغضب على المسار الانحداري الخطير الذي عرفته التظاهرات التي دعا إليها حتى أن الأمر أصبح شبيها “بحلقيات” “جامع لفنا” حيت يتجمع الفضوليون ليتسلوا بضعة دقائق بأحاجي وحكايات من الأزمنة الغابرة قبل أن يغادروا مرددين “الله يعفو علينا وعليه” (أي الحكواتي).
جيل Z ما كان له أن يخسر قبل بداية المقابلة، مقابلة المطالب الاجتماعية المشروعة. ذنبه وخطأه أنه ارتمى في أحضان فريق “الطوابرية” الذي لا جمهور له، ولا ملعب له، ولا محتضن له ولا راعي له سوى تنظيمات محلية وأجنبية تحترف “السمسرة الحقوقية”.
جيل Z، فتحت له الدولة (وليس الحكومة المشؤومة) باب الحوار واحتضنته ورعته اعترافا وتقديرا وإيمانا منها بقوة الشباب في صنع مغرب الغد العتيد. عكس ذلك، فتح Z قنواته “الاتصالية” للانتهازيين والحاقدين ول”يتامى 20 فبراير” ولمغتصبي الذكور والإناث،ومحترفي زنا “الأقارب” (فؤاد عبد المومني) ولصحفيي ويوتوبرات قنوات “العقارب” (مهداوي- مسكين) التي تدس السموم في العسل.
عبد المومني و منجب والمجدوبي و بناجح و أنوزلا ولمرابط وكبير المغفلين هشام جيراندو وغيرهم، اشتروا باكرا “الفاخر” وبدؤوا في تسخين “مجمر جهنم” فأسهلوا في التحليلات والمقالات والتدوينات والاستجوابات والرسالات والنبوؤات بأن “الثورة الزيدية” (z) آتية وأن ساعة المخزن “فانية” وما هي إلا ساعة أوثانية وينهار النظام وتسقط “الملكية”.
هاته الملكية التي يريدها بنشمسي “رمزية”، ومنجب “شكلية”، والمجدوبي “فلكلورية”، قبل أن يستفيقوا على وقع الصدمة بأن المغاربة مصرون ومتشبتون بملكيتهم “الاجتماعية، التاريخية،الشعبية والجماهيرية” التي تسقط أمامها كل مصطلحات العلوم السياسية إذ لا ولاء للمغاربة إلا لله والوطن والملك.
جماعة “العدل والإحسان” “دارت فيها عايقة”، فابتعدت تكتيكيا عن شباب Z، ليس توجسا بسبب عدم “ثبوت هوية” قادة هذا “الحراك” الرقمي، وليس حفاظا على الأمن والاستقرار، ولا علامة على نضج الجماعة وتعقلها. الجماعة قررت أخد مسافة مؤقتة من Z، لأن كتاب “تفسير الاحلام” المقدس الخاص بها تنبأ بقومة 2006 ولم تقع، فكيف لهذه القومة أن تنجح في فبراير 2011 وسبتمبر 2025 علما أن شيوخ الجماعة “النورانيين” لم يبشروا بهما،منهم من قضى نحبه (عبد السلام ياسين) و منهم من مازال ينذب حظه(محمد العبادي).
الحقيقة أن الجماعة ابتعدت لأن لديها الخبر اليقين والعلم الرصين أن الدولة المغربية راسخة وأن مؤسسات المغرب شامخة وأن الشعب المغربي عصي على الترويض والتدجيل، وأن كل من حاول إشعال نار الفتنة لن تصيبه إلا هو. الجماعة جربت في الماضي لذلك ابتعدت في الحاضر.
أما يتامى “النهج” و أنصار “أطاك” و”amdh” و “الاشتراكي التوحدي” (autiste)، فقرؤوا كعادتهم الرسالة بالمقلوب وسابقوا الزمن ليلحقوا بشباب Z و”يلقحوهم” مبادىء الحقد الأعمى على الدولة.
عمر “غير المختار” (عمر الراضي) كان قد توعد وهدد منذ شهرين أنه لن “يغفر” ni oubli ni pardon وأنه سيحاسب “المخزن” “واحدا واحدا” فوجد نفسه يوم 18 أكتوبر يجول الدار البيضاء “زنقة-زنقة دار دار” يبحث عن المناضلين والثوريين والفبرايريين والإسلاميين والعدميين وعن موقعي الرسالة المكارين. عمر المصدوم لم يجد سوى عشرة محتجين لعشرة مليون نسمة في الدار البيضاء، عاصمة البروليتاريا، وعاصمة التناقضات، وعاصمة “الألترات”، وصاحبة التاريخ “المخيف” في الاعتصامات والإضرابات والاحتجاجات بين الستينات والتسعينات.
هنا أيقن عمر أن رسالة “الشيخ” عبد المومني كانت لعنة على الجميع كاتبها وحاملها وموقعها والمروج لها.
ياحسرة، وكأن فتيان وفتيات Z الأبرياء كانوا في رحلة مسلية في غابة “الأحلام” يمرحون ويلعبون و يتنادون بألقاب من عالمهم، عالم gaming والرسوم المتحركة، “ماريو” و “ساندريلا” و “tintin” و”ميكي ماوس” قبل أن يعترض سبيلهم مصاص الدماء “دراكولا” (عبد المومني) و”شرشبيل الشرير” (منجب) و”ماما غولا” (سليمان الريسوني) وذئب ليلي (عمر الراضي) و “بوعو النساء” (بو20) و “بوخنشة” (بناجح) و “سحت الليل” (المهداوي)
وغيرهم من “عتاة” المعارضين “الكارطونيين” الذين حولوا أحلام Z الجميلة إلى كوابيس ثقيلة في الليل والنهار.
على بعد أمتار من هاته الغابة، يستمر “Piwpiw” و”dark” و”blak panther” في صناعة الحلم مستلقين على سرير “discord”، في انتظار قدوم “zoro” (الحسين المجدوبي) و don” “quichote (علي لمرابط) لاستكمال النقاش حول ” ثورة الصابون” الموؤودة في المغرب.



