مشاركة باهتة ومقاطعة واسعة.. الشارع المغربي يُسقط GenZ212 ويجهض دعواتها المشبوهة تحت غطاء الاحتجاج

شهدت الدعوات التي أطلقتها حركة GenZ212 للخروج إلى الشارع يوم السبت 18 أكتوبر فشلا ذريعا بعد مقاطعة شاملة من طرف المغاربة، الذين تجاهلوا دعوات الحشد والتعبئة المنتشرة على المنصات الرقمية. وقد اقتصرت المشاركة الميدانية على عدد محدود من المدن لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، بمجموع لم يتجاوز 200 مشارك في كل هذه المدن مجتمعة، حسب معطيات ميدانية متطابقة.

الصور والمقاطع التي بُثّت من عين المكان أظهرت تجمعات صغيرة وباهتة، غلب عليها الارتباك وضعف التنظيم، في مشهد عكس سقوط رهان الحركة على ما سمّته “التعبئة الرقمية” التي كانت تراهن عليها لتوسيع حضورها الميداني.

ويرتبط هذا الفشل مباشرة بالموجة الواسعة من المقاطعة التي واجهت الحركة خلال الأيام السابقة على تطبيق Discord ومنصات التواصل الاجتماعي، بعد أن عبّر آلاف المغاربة عن رفضهم القاطع لأي دعوات مشبوهة قد تمس بالاستقرار أو تسعى لإثارة الفوضى تحت غطاء الاحتجاج.

وقد كشفت تسريبات من خادم الحركة على Discord حالة من الارتباك داخل صفوف المشرفين، بعد أن غمرت التعليقات الرافضة منشوراتهم على “فيسبوك”، مما دفع بعضهم إلى اقتراح النشر عبر خاصية “الستوري” لتفادي التفاعل السلبي، دون جدوى.

كما شكلت حملة #هنيونا محطة حاسمة في إفشال هذه التعبئة، إذ انتشرت بسرعة كبيرة لتدعو إلى تجاهل دعوات التحريض والتمسك بروح المسؤولية الوطنية. وأكد المشاركون فيها أن الإصلاح لا يتم عبر الفوضى أو حسابات مجهولة المصدر، بل من خلال المؤسسات والقانون والعمل الجاد.

وبذلك، تكون حركة GenZ212 قد خسرت ما تبقى من مصداقيتها الرقمية والميدانية، بعد أن واجهت مقاطعة شاملة ورفضا شعبيا واسعا كشف نضج الوعي الجمعي للمغاربة، الذين اختاروا الوطن على الفوضى، والاستقرار على المغامرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى