سليمان الريسوني.. “شاذّ” في كل شيء

لم يعد مُستغربا أن يتحول “الشاذّ” سليمان الريسوني إلى صوت نشاز يعيش على الشتيمة والافتراء. لكن ما نشره أخيرا في تدوينته الأخيرة ضد جلالة الملك محمد السادس، تحت عنوانٍ مريض يزاوج يعكس مدى انحطاطه الأخلاقي، تجاوز كل حدود النقد أو الرأي، ودخل رسميا منطقة الجريمة: جريمة السب العلني لشخص الملك والإساءة لرمز الأمة وسيادتها.
كل ما في الأمر أن موقع Marocmedias نشر، كعادته، مقالا ساخرا ضمن فقرة “مختفون” تساءل فيه — بنَفَسٍ نقدي ساخر — عن أسباب غياب أسماء كانت تملأ الفضاء العام بالخطابات النارية، مثل حميد المهداوي، وتوفيق بوعشرين، وسليمان الريسوني، وحسن بناجح، ويونس مسكين، عن مظاهرات جيل Z وعن قوافل التضامن مع غزة. كان المقال واضحا في هدفه: تسليط الضوء على تناقضات من قدّموا أنفسهم كـ”مناضلين كبار”، فإذا بهم يغيبون عن الميدان في لحظات الحقيقة.
لكن بدل أن يردّ سليمان الريسوني بالحجة أو يوضح موقفه كما يفعل الصحفيون المحترمون، اختار الانزلاق إلى ردّ قذر ومنحط على صفحته بفيسبوك، تجاوز كل الحدود، حين لجأ إلى السبّ والقذف والإساءة لشخص جلالة الملك محمد السادس بلغةٍ منحطة لا تليق إلا بمن فقد آخر خيوط الاحترام لنفسه وللقلم الذي ادّعى يوماً أنه يحمله.
وهنا يُطرح السؤال الطبيعي: ما دخل جلالة الملك في مقالات صحفية لم يستطع الريسوني أن يواجهها بالحجة؟ أية عقدة تدفعه لجرّ رمز الأمة إلى مستنقع إسفافه؟ وهل بلغت الغيرة من زملائه حدّ التهجم على رأس الدولة لتغطية عجزه المهني وسقوطه الأخلاقي؟
الواقع أن الريسوني لا يريد التصالح مع نفسه بكونه “شاذّا”… في كل شيء دون استثناء وهذه ليست مشكلتنا في الموقع. هذه حقيقة ثابتة بالأدلة والبراهين، بل حتى بشهادة الأصدقاء قبل الخصوم. الجميع في عالم الصحافة يعرفون أن سليمان يعشق الرجال، وخاصة الغلمان.. ونحن لا نشتمه أو نقذفه أو حتى نمارس تمييزا أو نقصد بهذا إساءة… وإنما نحترم ميولاته الجنسية وهو حر فيها ما لم تتحول إلى انتهاك أو هتك لعرض الآخر. من يُدينه القضاء المغربي بقرائن دامغة في قضية هتك عرض ضد شاب، لا يمكن أن يعطي دروسا في الأخلاق أو في حرية التعبير. وما يفعله اليوم ليس دفاعا عن حرية أو مبدأ، بل دفاع يائس عن صورة مهشّمة وماضٍ ملطخ بالفضائح.
كلّما كتب عنه موقع Marocmedias أو غيره من المنابر الجادة مثل برلمان.كوم، انبرى إلى الردّ بالسباب لا بالحجة، وكأن اللغة الوحيدة التي يتقنها هي الشتيمة. فهل يعتقد أن التطاول على الملك سيغسل خطاياه أو يعيد إليه جمهوراً هجَره بعدما انكشف حقيقته؟
وعلى ذكر زملائنا في “برلمان.كوم”، لابد لنا من التأكيد بشكل قاطع أنه لا تربطه أي علاقة تنظيمية أو تحريرية أو مالية بموقع “برلمان.كوم” وأن كل محاولة لربطنا به هي محاولة تضليل مكشوفة الغاية، هدفها صرف الأنظار عن مضمون نقدنا المهني، وتحويل النقاش من فضح الوقائع إلى افتعال معارك وهمية.
الريسوني الذي فشل في الدفاع عن نفسه أمام القضاء، وبعد أن أدانه الرأي العام قبل القانون، يحاول اليوم أن يعوّض عجزه بالتهجم على المؤسسة الملكية. يظن أن جرأته على الفحش تمنحه قيمة إعلامية، لكنه يجهل أن من يسقط في وحل الحقد لا يصعد منه أبدا. تدوينته الأخيرة ليست سوى صرخة كراهية موجهة ضد وطنٍ لفظه وضد ملكٍ منحه عفوا كريما وفرصة ثانية لبدء صفحة جديدة، قابلها مع الأسف بكل جحود وخسة.
إن الحقيقة التي تزعج سليمان كثير هي أنه لن يُغيّر شيئا من الواقع.. لن تُغسَل صفحات تاريخه القضائي بالشتائم. ولن يُعاد إحياء مساره الصحفي المنتهي بالافتراءات. ولن تُمسّ هيبة جلالة الملك بكلمات صادرة عن منبوذٍ أخلاقيا ومهنيا. ولن يستطيع إنكار شذوذه الذي يعلمه الجميع… فما عليك يا سليمان سوى التصالح مع ذاتك.



