ترياق السموم يكتب: زيارة عبد اللطيف حموشي إلى الإمارات العربية المتحدة تستأثر باهتمام رواد المنصات الاجتماعية (تدوينة)

في خضم الانطباعات الإيجابية التي تتناسل على هامش الزيارة الحالية التي يُجريها السيد عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، أشارت الناشطة لينا جوهري الملقبة ﺑ “ترياق السموم” في تغريدة على منصة “إكس”، إلى أن الحدث لا يمكن اختزاله في مجرد نشاط بروتوكولي أو لقاء ثنائي عابر. بل هي خطوة إستراتيجية تعكس التحولات التي تعرفها المعادلات الأمنية في المنطقة، وتؤكد أن الرباط وأبو ظبي بصدد تعميق شراكة أمنية تواكب التحديات الإقليمية والدولية المتسارعة لتُفضي قراءة الناشطة المغربية إلى الاستنتاجات الآتي ذكرها:  

المغرب قطب أمني إقليمي لا يمكن تجاوزه

على مدى السنوات الأخيرة، برز المغرب كفاعل أساسي في مجال الأمن والاستخبارات، ليس فقط على مستوى شمال إفريقيا، بل أيضا بكل من أوروبا و الأمريكيتين. لقد جعلت التجارب الناجحة للأجهزة المغربية في تفكيك الخلايا الإرهابية وإحباط المخططات العابرة للحدود (جعلت) من المملكة شريكا موثوقا لدى العديد من الدول. وزيارة كبير أمنيي المغرب إلى الإمارات تأتي لتعزيز هذه المكانة من خلال ضخ نفس جديد في شرايين دبلوماسية أمنية مغربية تُزاوج بين الاستباقية والتعاون المثمر.

الإمارات ورهان النفوذ الإقليمي

بالنسبة للإمارات، يشكل التعاون مع المغرب امتداد لإستراتيجيتها الرامية إلى بناء تحالفات قوية مع دول ذات خبرة راسخة في مكافحة الإرهاب والتطرف. فأبو ظبي تُدرك أن الفوضى الأمنية المُستفحلة في الساحل جنوب الصحراء تُهدد مصالحها الاقتصادية والسياسية هنالك، وأن شراكتها مع المغرب تمنحها جسر فعال نحو هذا النطاق الجغرافي الحيوي.

دلالات سياسية وأمنية مزدوجة

اللقاء بين عبد اللطيف حموشي ونظيره الإماراتي طلال راشد الزعابي يتجاوز منطق “الصواب” المؤسساتي، ليحمل رسائل دقيقة ومتعددة الأبعاد. أولها أن التحالف المغربي-الإماراتي ليس ظرفيا، بل يتجه إلى مزيد من التنسيق الاستراتيجي الذي قد يشمل تبادل الخبرات والمعلومات، وربما دعم عملياتي في المستقبل. وثانيها أن المغرب يثبت مرة أخرى أنه لا يُراهن فقط على التحالفات التقليدية، بل ينفتح على شراكات عربية قوية قادرة على خلق توازنات جديدة في منطقة مُلتهبة بالتقلبات السياسية والعرقية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى