صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية تكشف خبايا صراع الأجنحة داخل النظام الجزائري بعد فرار الجنرال ناصر الجن

كشفت صحيفة لوفيغارو الفرنسية عن أزمة غير مسبوقة داخل الجزائر، بعد الاختفاء الغامض للجنرال عبد القادر حداد، الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي DGSI. منذ 18 شتنبر، عاشت العاصمة على وقع شائعات متضاربة بين فراره نحو إسبانيا واعتقاله قرب الجزائر، فيما التزمت السلطات الرسمية صمتًا مطبقًا.
المقال وصف حالة ارتباك أمني استثنائية: العاصمة تحولت إلى ثكنة، حواجز أمنية في كل مكان، ازدحامات خانقة، وارتباك ظاهر في صفوف الشرطة. في المقابل، اختارت وسائل الإعلام الرسمية والخاصة تجاهل القضية تمامًا، في دلالة واضحة على وجود تعليمات عليا لفرض التعتيم ومنع النقاش العام حول ما يجري في قلب الأجهزة الأمنية.
الصحيفة الفرنسية ربطت الواقعة بتاريخ طويل من التصفيات الداخلية والصراعات الدموية التي عرفتها المخابرات الجزائرية منذ سقوط الجنرال توفيق سنة 2015 وسجن كبار الضباط ثم إعادة تدويرهم. سبعة مديرين تعاقبوا على رأس DGSI منذ 2016، في مؤشر على غياب الاستقرار وتحول الجهاز إلى ساحة لتصفية الحسابات بدل حماية الدولة.
التحقيقات الصحفية شددت على أن هذا الملف قد يفجر أزمات جديدة داخل النظام، خاصة أن الضابط المختفي كان في قلب الدائرة الأمنية والسياسية لعقود. وبينما يخشى البعض من أن يحمل أسرار الدولة معه إلى الخارج، يتوقع آخرون أن تكون القضية بداية مرحلة جديدة من الصراعات والانقسامات.
النتيجة واضحة: اختفاء رجل من هذا الحجم دون أي توضيح رسمي ليس سوى فضيحة دولة، تفضح هشاشة السلطة الجزائرية، وغياب الشفافية، وعجز النظام عن التحكم حتى في أجهزته الأكثر حساسية.



