تقرير إيطالي يكشف خبايا التنسيق بين الجزائر وإيران والبوليساريو لزعزعة استقرار شمال إفريقيا وأمن أوروبا

نشرت صحيفة panorama.it الإيطالية، يوم الثلاثاء 15 شتنبر 2025، مقالا تناولت فيه استمرار الجزائر، على مدى عقود، في تقديم مختلف أشكال الدعم لجبهة البوليساريو الانفصالية، سواء من الناحية المالية أو اللوجستية أو السياسية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الحرب بين إسرائيل وحماس أظهرت دور أطراف أخرى في المنطقة، من بينها إيران، التي سبق أن هدّدت بإمكانية إغلاق مضيق جبل طارق. هذا التهديد، الذي اعتُبر في الماضي مجرد دعاية، أصبح اليوم أكثر واقعية مع تزايد التقارير التي تكشف عن تعاون متنامٍ بين البوليساريو وحزب الله.

وفي هذا السياق، استند المقال إلى تقرير صادر عن مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (FDD) يفيد بأن عناصر من البوليساريو تلقوا تدريبات عسكرية في سوريا على يد حزب الله، بهدف مساندة نظام بشار الأسد، في خطوة تعكس خطورة الروابط القائمة بين الجبهة والمليشيا المدعومة من طهران.

كما ذكّرت الصحيفة بأن العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإيران انقطعت سنة 2018، بعدما أعلنت الرباط أن طهران أرسلت صواريخ إلى البوليساريو عبر سفارتها في الجزائر وبوساطة من حزب الله.

واعتبرت الجزائر طرفاً أساسياً في هذا الملف، مشيرة إلى أن الهجوم الصاروخي الذي استهدف مهرجاناً لإحياء ذكرى المسيرة الخضراء في نونبر 2024 قرب الحدود المغربية مثّل “استفزازاً مباشراً”، وأصبح أكثر خطورة بعد تأكيد أن مصدره كان من الأراضي الجزائرية.

وأضاف المقال أن الجزائر تسعى منذ زمن إلى منافسة المغرب، وهو ما يمنح إيران وحزب الله منفذاً للتغلغل في شمال إفريقيا وزعزعة استقرار المنطقة، مؤكداً أن دعمها للبوليساريو لا يقتصر على الجانب الانفصالي فحسب.

كما تطرقت الصحيفة إلى حالة عدنان أبو الوليد الصحراوي، القيادي السابق في البوليساريو الذي تحول إلى زعيم لتنظيم “داعش” في الصحراء قبل مقتله بمالي عام 2021 على يد القوات الفرنسية، معتبرة إياه نموذجاً لتحول مخيمات تندوف إلى بؤرة لتجنيد المتطرفين والجهاديين.

ولم تغفل الصحيفة الجانب الإنساني، حيث وصفت أوضاع السكان في مخيمات تندوف بـ”المأساوية”، في ظل ضعف الخدمات الأساسية كالماء والصحة والتعليم، ومعاناة النساء والأطفال بوجه خاص. كما لفتت إلى أن المساعدات المالية والإنسانية التي تُوجّه للمخيمات غالباً ما يتم تحويلها لصالح البنية العسكرية للجبهة الانفصالية، فيما يظل المدنيون محاصرين في ظروف مزرية.

وفي ختام تحليلها، أكدت الصحيفة أن هذا “التشابك” بين الدعم الإيراني، والدور الجزائري، وانتشار التنظيمات الجهادية، يشكل تهديداً مباشراً للمصالح الغربية، وهو ما دفع مؤسسة FDD إلى دعوة الولايات المتحدة للإسراع في فتح قنصلية بمدينة الداخلة، تعبيراً عن دعمها للسيادة المغربية التي اعترفت بها رسمياً سنة 2020.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى