الجزائر من الحياد المزعوم إلى العرقلة المكشوفة.. شهادات أممية تخرج للعلن
فضحت المذكرات الصادرة عن الناطق الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة خلال الفترة ما بين 1972 و1975، الدور المظلم للجزائر في قضية الصحراء المغربية وأسقطت أسطورة “الحياد” التي ظل نظام العسكر يروجها. هذه الوثائق، الخارجة من قلب المنظمة الأممية، تكشف أن الجزائر لم تكن يوماً طرفاً محايداً، بل تحركت منذ البداية لإفشال أي تسوية سلمية بين المغرب وموريتانيا وإسبانيا، وسعت بكل الوسائل إلى فرض نفسها كطرف رابع في نزاع لا صلة لها به لا تاريخياً ولا قانونياً.
المذكرات تبرز بوضوح كيف تبنت الجزائر جبهة البوليساريو منذ نشأتها، وجعلت منها ورقة ابتزاز وضغط مستمر ضد المغرب، عبر تمويلها وتسليحها وإسنادها سياسياً. ولم يكن ذلك دفاعاً عن ما يسمى “تقرير المصير”، بل كان جزءاً من استراتيجية توسعية هدفها تمديد نفوذ الجزائر في المنطقة على حساب وحدة المغرب الترابية.
وفي خضم هذا الصراع، تكشف الوثائق أن القوى الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا، تابعت الوضع عن قرب، وحافظت على حذرها الدبلوماسي، لكن مواقفها الضمنية كانت تميل إلى المغرب باعتباره الطرف الشرعي والأكثر استقراراً في المنطقة.
هكذا يتضح أن نزاع الصحراء لم يكن مجرد خلاف حدودي، بل تحول إلى ساحة لتجاذبات إقليمية ودولية، في قلبها وقفت الجزائر بدور المخرب والمشوش، معرقلة كل الحلول الممكنة. وتؤكد هذه المذكرات الأممية أن المغرب كان وما يزال يقف على أرضية صلبة من الشرعية التاريخية والقانونية، بينما سقط قناع الحياد الجزائري، وانكشف للعالم أنه لم يكن سوى خدعة دعائية لتغطية تدخل عدائي ضد المغرب ووحدته الترابية.
لم تكتف الجزائر بالمناورات الدبلوماسية، بل صنعت لنفسها ورقة ابتزاز اسمها “جبهة البوليساريو”، وأغدقت عليها المال والسلاح والدعم السياسي، محولة إياها إلى أداة وظيفية لضرب المغرب وإضعافه. لم يكن الأمر دفاعاً عن “تقرير المصير” كما تدعي دعايتها، بل خطة توسعية مكشوفة لتمديد نفوذها الإقليمي على حساب وحدة المغرب الترابية.
في الوقت نفسه، تابعت القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا المشهد بحذر، لكنها كانت تميل ضمنا إلى مواقف المغرب، إدراكا منها أنه الطرف الأكثر شرعية واستقرارا في المنطقة. وهكذا تحوّل نزاع الصحراء إلى ساحة مفتوحة لتجاذبات إقليمية ودولية، بينما ظلت الجزائر تلعب دور المشوش والمخرب، رافضة كل الحلول السلمية.
هذه الوثائق التاريخية جاءت لتدعم موقف المغرب وتؤكد حقه الثابت في صحرائه، وفي المقابل تكشف زيف ادعاءات الجزائر، وتفضح تدخلها العدائي في قضية لا تخصها إلا بقدر ما تخص أطماعها التوسعية. لقد سقطت ورقة التوت، وبان أن “حياد” الجزائر لم يكن سوى أسطورة دعائية تستعملها لتبرير عرقلة كل مسار نحو الحل.



