شعر المنطقة الحساسة عند النساء.. أسرار علمية عن فوائده للصحة والمتعة الجنسية

لطالما كان الشعر في المنطقة الحساسة جزءا من البنية البيولوجية للجسد الأنثوي، يؤدي أدوارا وقائية ووظيفية لا تخلو من تأثيرات محتملة على الصحة الجنسية. إلا أن ثقافة الإزالة التامة التي انتشرت خلال العقود الأخيرة جعلت من هذا الموضوع محل جدل، خصوصا فيما يتعلق بما إذا كان الإبقاء على الشعر يعزز الأداء والمتعة الجنسية أم أن الأمر مجرد انطباع نفسي.
الدراسات الطبية تشير إلى أن الشعر في هذه المنطقة يعمل كحاجز طبيعي يقلل من الاحتكاك المباشر للجلد، ما يحمي البشرة من التهيج أثناء الحركة أو العلاقة الحميمة. كما يساعد على الحد من دخول البكتيريا والميكروبات بفضل الزيوت الطبيعية التي يفرزها، وهو ما أكدته أبحاث منشورة على مواقع طبية مثل Healthline وMedical News Today وAmerican College of Obstetricians and Gynecologists.
بعض الدراسات، مثل دراسة عام 2017، أشارت أيضا إلى احتمال مساهمة الشعر في تقليل خطر الإصابة ببعض الأمراض المنقولة جنسيا، وإن كانت الحاجة قائمة لمزيد من الأبحاث لتأكيد ذلك.
جانب آخر لافت هو دوره في تنظيم درجة حرارة الجلد واحتجاز الفيرومونات، وهي مواد كيميائية طبيعية يفرزها الجسم وتلعب دورا في الجاذبية الجنسية. ورغم أن الأبحاث حول تأثير الفيرومونات ما تزال محدودة، إلا أن هذا العامل يُطرح كثيرًا في النقاشات العلمية حول علاقة الشعر بالجاذبية الحسية.
في المقابل، لا يمكن إغفال أن إزالة الشعر تمنح بعض النساء إحساسا بزيادة الإثارة وتحسن الثقة بالنفس، وهو ما ظهر في دراسات تابعت نساء أزلن الشعر بالليزر، حيث أبلغن عن تحسن في صورة الجسد وارتفاع في الرغبة الجنسية. لكن هذه التأثيرات، وفق المراجع العلمية، ترتبط بالجانب النفسي أكثر من ارتباطها بتغيرات بيولوجية مباشرة.
كما تحذر مراجع طبية من أن الإزالة التامة، خصوصًا عبر الحلاقة أو الشمع، قد تؤدي إلى مشكلات جلدية مثل الجروح، والالتهابات، وظهور الشعر النامي تحت الجلد. في بعض الحالات، تزيد هذه الطرق من قابلية الإصابة بعدوى بكتيرية أو فيروسية، بما في ذلك الهربس أو الزهري، وهو ما يدعم الرأي القائل بأن الإبقاء على قدر من الشعر قد يكون أكثر أمانا من الناحية الصحية.
الخلاصة العلمية تشير إلى أنه لا يوجد دليل قاطع على أن الإبقاء على الشعر يحسن الأداء الجنسي بشكل مباشر، لكن له فوائد بيولوجية واضحة تتعلق بالحماية وتقليل التهيج ودعم وظائف الجلد. أما المتعة الجنسية فتظل مرتبطة إلى حد كبير بعوامل نفسية وشعورية، وعلى رأسها الراحة الجسدية والثقة بالنفس والتواصل مع الشريك. في النهاية، يبقى القرار شخصيا، ويتعلق بما يمنح المرأة شعورًا بالراحة والانسجام مع جسدها، سواء اختارت الإبقاء على الشعر أو إزالته.



