في ذكرى عيد العرش.. الملك محمد السادس رمز الاعتدال وضامن لوحدة المغرب الدينية

منذ توليه العرش سنة 1999، عمل الملك محمد السادس على ترسيخ نموذج ديني مغربي متفرد، يقوم على الاعتدال والوسطية، ويستمد قوته من عمق التاريخ وتنوع الهوية الوطنية. باعتباره أمير المؤمنين، يتولى الملك مسؤولية دينية ودستورية تجعل منه الضامن لوحدة العقيدة وحامي الحريات الدينية، في ظل نظام بيعة شرعية يربط بين الملك والشعب.

هذا النموذج المغربي، المتجذر في المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية والتصوف السني، يعكس توازنا فريدا بين الأصالة والانفتاح. فالمغرب، على مرّ العصور، حافظ على وحدة مذهبه الديني رغم تعدد الثقافات واللغات، وهو ما ضمن استقرار البلاد وسلامها الروحي.

الملكية المغربية ليست مجرد نظام حكم، بل مؤسسة تاريخية تعاقب عليها ملوك كبار، من المولى إدريس الأول مؤسس الدولة المغربية، إلى الملك الراحل الحسن الثاني، الذين رسخوا دعائم إمارة المؤمنين كمرجعية دينية وسياسية تضمن التماسك المجتمعي وتصون ثوابت الأمة.

في هذا السياق، تضمن الدولة المغربية حرية ممارسة الشعائر الدينية لجميع المقيمين على ترابها، مسلمين وغير مسلمين، في احترام تام لمقدسات البلاد وعلى رأسها إمارة المؤمنين. وهذا ما يميز التجربة المغربية عن نماذج أخرى، حيث يتم الجمع بين الحرية الدينية وصون الهوية الإسلامية الجامعة.

الخطاب الديني الرسمي في المغرب ينهل من القرآن الكريم والسنة النبوية، وينبني على ثوابت الأمة في العقيدة والمذهب والسلوك، مع الانفتاح على الاجتهاد المقاصدي الذي يراعي تغيرات العصر وحاجات المجتمع، دون المساس بالأسس الراسخة للدين.

الإسلام، كما يؤكده النموذج المغربي، هو دين واحد جاء به النبي محمد ﷺ، يقوم على الوسطية والرحمة والتسامح. أما الانحرافات التي تقع هنا أو هناك، فهي سلوكات أفراد لا تمثل جوهر الدين. فالتدين السليم هو ما يجمع بين الالتزام بالأصول والانفتاح على الاجتهاد المسؤول، وهو ما تسهر عليه إمارة المؤمنين كضامن للمرجعية الدينية الموحدة بالمملكة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى