نائب بريطاني: المغرب يعزز مكانته وقوته بفضل قيادة الملك محمد السادس

قال النائب البريطاني وكاتب الدولة السابق بوزارة الشؤون الخارجية والكومنولث، أندرو موريسون، إن المغرب، تحت قيادة الملك محمد السادس، واصل صعوده، معززا مكانته وقوته.
وأكد موريسون، في حديث خص به مكتب وكالة المغرب العربي للأنباء بلندن، بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لتربع الملك على عرش أسلافه المنعمين: “أتابع تطور المغرب منذ عدة سنوات، ومن الواضح أن المملكة، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، عززت مكانتها وقوتها مع مرور الوقت”.
وتابع موريسون، أحد الوجوه البارزة في الساحة السياسية البريطانية، والذي شغل عدة مناصب وزارية: “أود أن أتقدم بأحر التهاني لجلالة الملك على كل ما حققه جلالته من إنجازات للمغرب. وأغتنم هذه المناسبة أيضا للإشادة بالروابط الوثيقة على نحو متزايد بين المغرب والمملكة المتحدة”.
وسجل أن الثقة التي يحظى بها المغرب على الساحة الدولية، وتقدمه الاقتصادي واستقراره، تجسيد للمسار الهادئ الذي تسلكه للمملكة نحو مزيد من التقدم والازدهار تحت قيادة الملك محمد السادس، مبرزا أن المغرب يتميز بكونه “بلدا رائدا في منطقة غالبا ما تشهد اضطرابات”.
وأبرز أن المملكة، بفضل مكتسباتها ومنجزاتها الكبرى، تفرض نفسها كـ “شريك موثوق” تتطلع معه المملكة المتحدة إلى تعميق علاقات التعاون الثنائية.
وأضاف النائب البريطاني بأن هذه الروابط تعود إلى 800 سنة، لافتا إلى أنه لمس خلال السنوات الأخيرة “إرادة واضحة سواء في المملكة المتحدة أو المغرب لتعزيز هذه العلاقات بروح من المنفعة المتبادلة”.
وتابع موريسون، الذي كان قد وقع باسم المملكة المتحدة اتفاقية الشراكة الشاملة مع المملكة المغربية سنة 2019، أن هذا الاتفاق شكل محطة مهمة في مسار تعميق العلاقات بين المملكتين.
وأبرز في هذا السياق، أن الزيارة التي قام بها وزير الشؤون الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، إلى المغرب في شهر يونيو الماضي، تندرج في إطار استمرارية مسلسل توطيد العلاقات الثنائية.
وخلال هذه المناسبة، جدد وزير الخارجية البريطاني إرادة بلاده الارتقاء بالشراكة الإستراتيجية مع المغرب إلى مستوى أرفع.
وفي هذاالسياق، لفت موريسون إلى أن البلدين يدشنان عهدا جديدا من الشراكة قوامها الروابط التاريخية والدائمة بين العائلتين الملكيتين في البلدين، وصداقة تعود لأكثر من ثمانية قرون. مغتنما المناسبة ليؤكد على العلاقات المتميزة التي تجمع بين الملك محمد السادس والملك تشارلز الثالث، قائلا “باعتبارهما ملكيتين دستوريتين، فإن هذا التقارب يكتسي أهمية خاصة بالنسبة لبلدينا. وأنا على يقين من أن ذلك سيسهم في تعزيز التقارب بيننا أكثر فأكثر”.
ومن جهة أخرى، أعرب موريسون عن ارتياحه للدعم الذي عبرت عنه المملكة المتحدة لمخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب من أجل تسوية النزاع المفتعل حول وحدته الترابية بشكل نهائي.
وأوضح أنه من خلال هذا الدعم الذي عبرت عنه لندن، والتي أضحت تعتبر مخطط الحكم الذاتي بمثابة “الأساس الأكثر مصداقية وقابلية للتطبيق وبراغماتية لإيجاد حل”، تصطف المملكة المتحدة إلى جانب شركائها الأوروبيين والأمريكيين، في إشارة إلى الدعم الذي أعربت عنه بالفعل القوى العالمية الكبرى على غرار الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا.
كما أشار السياسي البريطاني إلى أن “المغرب والمملكة المتحدة سيمكنهما بذلك المضي قدما إلى أبعد مدى” من أجل تعزيز علاقات التعاون بينهما.
وفي هذا الإطار، استحضر تنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2030، التي سيستضيفها المغرب إلى جانب إسبانيا والبرتغال، باعتبارها فرصة سانحة للمضي قدما في الشراكة متعددة القطاعات بين البلدين.
وأردف: “إنها فرصة ممتازة لتعزيز تعاوننا”، مشيرا إلى أن المغرب والمملكة المتحدة أمتان كرويتان كبيرتان، “ومن الطبيعي، بالتالي، أن نعمل معا بشكل وثيق لضمان نجاح هذه التظاهرة في 2030”.
وخلال تطرقه إلى الدور الحاسم الذي يضطلع به المغرب في محيطه الإقليمي وفي إفريقيا بشكل عام، أبرز موريسون أن المغرب، بفضل موقعه الجغرافي “الاستثنائي”، تربطه علاقات قوية بإفريقيا، القارة التي ينتمي إليها، وأوروبا على حد سواء.
وشدد على أن هذا “الموقع الفريد ينبغي تحقيق أقصى استفادة منه حتى يواصل المغرب مسار تطوره بالوتيرة” المنشودة، تحت قيادة الملك محمد السادس.
وتابع السياسي البريطاني قائلا إن المغرب في وضع جيد للاستفادة القصوى من الفرص الهائلة التي توفرها القارة الإفريقية، مشيرا إلى أن المملكة قادرة تماما على الاضطلاع بـ “دور ريادي إقليميا على مستويات عدة، وهو دور تمارسه بالفعل”.
كما مضى موريسون قائلا: “أنا على يقين من أن المغرب سيعزز هذه المكانة أكثر فأكثر خلال السنوات المقبلة، لا سيما بفضل علاقاته المتينة مع البلدان الإفريقية”.
وأبرز الوزير البريطاني السابق، في هذا السياق، أهمية “المبادرة الأطلسية”، التي أطلقها الملك محمد السادس، والرامية إلى تمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي، معتبرا أن الأمر يتعلق بـ “فرصة كبيرة” لمنطقة الساحل برمتها.