تقنية الهولوغرام تُعيد عبد الحليم حافظ إلى الحياة في مهرجان موازين

في تجربة استثنائية، عاش جمهور مهرجان “موازين” مساء الإثنين تجربة فنية فريدة، جمعت بين عبق الماضي وسحر التكنولوجيا الحديثة، وذلك على خشبة مسرح محمد الخامس بالعاصمة الرباط. فقد قدمت إدارة المهرجان عرضا تقنيا متقدما بتقنية الهولوجرام، استعيد من خلاله حضور وصوت أسطورة الطرب العربي، الفنان الراحل عبد الحليم حافظ، في عرض أعاد إلى الأذهان أمجاد الزمن الجميل وأعاد إحياء إرث فني خالد تجاوز حدود الزمن.
و غص المسرح بالجمهور المتعطش للفن الأصيل، حيث امتلأت القاعة عن آخرها بمحبي “العندليب الأسمر”، الذين لم يخفوا انبهارهم بالمستوى العالي للتقنيات المستخدمة، ولا تأثرهم الكبير بعودة صوت عبد الحليم إلى الحياة، ولو بشكل افتراضي. انطلقت السهرة بأغنية “الماء والخضرة والوجه الحسن”، التي فجرت موجة من التصفيق والترحيب الحار، قبل أن تتوالى مجموعة من أنجح أغانيه الخالدة، من بينها “أول مرة تحب يا قلبي”، و”بلاش عتاب”، و”أسمر يا أسمراني”، و”جانا الهوى”، و”نار يا حبيبي نار” وهي أغان لم تفقد بريقها رغم مرور عقود على صدورها.
وقد أجمعت آراء الحاضرين على أن ما شهده المسرح لم يكن مجرد استعراض تقني متطور، بل تجربة وجدانية أحيت في النفوس الحنين إلى عصر ذهبي من الفن، واستحضرت الذكريات العاطفية المرتبطة بصوت لطالما كان رمزا للرومانسية والأصالة.
و يأتي هذا العرض ضمن توجه حديث لإدارة مهرجان موازين نحو دمج التكنولوجيا الحديثة مع التراث الفني العربي، ساعية إلى تقديم عروض ذات طابع مبتكر تجذب الأجيال الجديدة وتحافظ في الوقت ذاته على الهوية الثقافية. وقد سبق أن سجل المهرجان نجاحا باهرا العام الماضي من خلال عرض مماثل أعاد إلى الأضواء كوكب الشرق أم كلثوم بتقنية الهولوجرام، وهو ما دفع المنظمين إلى مواصلة هذا النهج وتوسيع نطاقه ليشمل رموزا أخرى من الذاكرة الفنية العربية.



