في الاتحاد قوة.. عزيز غالي يُفصح عن نزوعه نحو الخيانة “العظمى” ورفاقه يُباركون المسعى (كاريكاتير)

أي فعل شنيع يحتاج للوقت والمرونة في تنزيله على أرض الواقع، والسائرون في هذا الاتجاه يعون الأمر جيدا، بل لهم من طُول البال ورباطة الجأش ما يكفي لخروج حقيقتهم من ضيق منطقة الظل إلى رحابة الأضواء حتى يتسنى لهم ممارسة ما يُصطلح عليه ﺑ “خلق الصدمة على مراحل”. لكن، ما يسقط من حسابات أمثال هؤلاء أن التاريخ يصنفهم وأن خُطاهم لا تخلق الصدمة بقدر ما تُعزز الانطباعات المأخوذة عنهم منذ أن اختاروا الدروب المَشُوبة بالتدليس وبيع الوطن لمن يدفع أكثر، ولا يصح في حقهم أكثر من تعليق بسيط “لقد كان متوقعا وليس غريبا عنهم”.
وعزيز “الغالي” على العساكر، الذي يُمارس “الوصاية الحقوقية” على المغاربة، من مدة ليست بالهينة وهو يتأنى في الإفصاح عن نزوعه الفج نحو دعم الانفصاليين وكل من له نوايا مبيتة اتجاه الوحدة الترابية للمملكة. إنما دهائه المُتَّقِد قد قيده بالكشف -رويدا رويدا- عن ما تُضمره نفسه لهذا الوطن، ورفاقه أمثال فؤاد عبد المومني وسليمان الريسوني وهلم جَرًّا من العشيرة المترامية -قسرا- على المجال الحقوقي، تُهون عليه المسعى وتُدلل الصِعَاب منشدة له من طيب الكلام: “أنت قدامنا وحنا موراك”.
إننا أمام تكتل عدمي أكثر منه حقوقي، يسمح لنفسه بالحديث والتحرك باسم المغرب والمغاربة، مستغلا في ذلك حرية التعبير عن الرأي شر استغلال، وحتى القانون الذي يسمح بخلق جمعيات أو هيئات تُعنى بحقوق الإنسان. لكن في غفلة من الجميع، رفع أشباه الحقوقيين الستار عن ما أخفوه بعناية تحت سطور القانون الداخلي المنظم لأنشطتهم، وصار تفكيك البلاد التي تأويهم وتضمن لهم ممارسة أنشطتهم الموازية كالنشاط الحقوقي والجمعوي مطلبهم الوحيد والأوحد، وكل رأي لا يذهب في اتجاه تعزيز مساعيهم فصاحبه بالضرورة “عياشي” أو “صهيوني” أو يتحلى بالصفتين معا، وأن “المخزن” -الفزاعة التي تُسيل لُعابهم ومِدَادهم- يوظفهم للنيل ممن يستهويهم لقب “ناشط” حقوقي يُعاقر الخمر ويأتي نساء العشيرة ليلا ثم يخرج صباحا للإفتاء في كونية حقوق الإنسان، بينما لا يُراعي حتى حق نفسه عليه في عدم إرهاقها بتبني “جوج وجوه”.
من منا قد ينسى أو يتناسى حينما ارتمى سليمان الريسوني في حضن صحيفة إسبانية تدفع باتجاه إعلاء صوت الانفصال بالصحراء المغربية. وقتذاك، لم يتأخر الرفاق في إنقاذ ماء وجه زميلهم، واعتبروا أي خطوة من شأنها أن تُبعد عن شخصه واقعة اغتصابه للشاب آدم هي مشروعة، ولو تعلق الأمر بمجالسة الصحافي الإسباني فرانسيسكو كاريون، أشد المحرضين ضد الوحدة الترابية للمملكة. ليخرج “عزيزهم” سليمان وينفي جملة وتفصيلا أي معرفة سابقة بهذا الصحافي الذي كتب عشرات المقالات عن الريسوني ويعرفه أعضاء الطابور الخامس عز المعرفة. لقد اتفق الرفاق على أن لا يتفقوا!!!
ثم كيف لنا أن نمر مرور الكرام على واقعة ادعاء خائن “الأمانة” فؤاد عبد المومني وهو يُرهب المغاربة باعتقال مفترض لعزيز غالي، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بعد إفصاحه عن رفضه لمقترح الحكم الذاتي بالصحراء المغربية مقابل تشجيعه لتقرير المصير لفائدة التائهين في الصحارى؟!! هنا سقطت عين الحقوقي اليقظة ونباهته المزعومة وهو ينشر إشاعة استقاها من حساب يوتوبي يشتغل بمنطق الفضيحة تجلب اللايكات. فحتى المعني بالاعتقال المزعوم قد انتفض في وجه “عشيرو” الحقوقي متسائلا عن مصدر الخبر. قلناها ونقولها، لقد اتفق الرفاق على أن لا يتفقوا!!!
وإن كانت الشهادة وبالا على أنفسكم كما يُقال، كنا ننتظر من أعضاء الطابور الخامس أن يُمطروا حيطانهم الفايسبوكية بتدوينات تُعبر عن استيائهم من فلتات رفيقهم، لكن شيئا من هذا لم يحدث. لماذا؟ لأن الخطب قد مس “المخزن” غريمهم الأبدي وعبد المومني قد أشفى غليلهم ولو معنويا من جهة يعتبرونها تسير في ظلهم “المائل”.
ولكل ما سبق، نود لفت الانتباه إلى أن بعض المنتسبين إلى العشيرة الحقوقية هم نموذج حي لتداخل الأدوار واختلاط الحقوق بالسياسة، لأن عزيز غالي الذي أحدث زوبعة في فنجان ليس إلا عضوا بالنهج الديمقراطي الذي ينعت كل من يدافع عن مغربية الصحراء ﺑ “المنبطح”.
وأخيرا وليس آخرا، حق الوطن أسبق ومقدم على أية حقوق ولا يعي أهميته الجوهرية إلا “عزيز” و”غالي” دونما حاجة لعشيرة تطبل له !!!
