هشام جيراندو… مارق غبي مُثقل بالحقد والإجرام يواصل الانزلاق في مستنقع المخابرات الجزائرية

لم يكن هشام جيراندو يوما صوتا مستقلا أو ضميرا إعلاميا كما يحاول أن يروّج لنفسه، بل هو نتاج شبكة مارقة من الهاربين من العدالة، ممن وجدوا في كندا ملاذا لتصريف أحقادهم ضد المغرب.

في مقدمة هؤلاء يبرز اسم مهدي حيجاوي، الذي تحوّل إلى مرشد لجيراندو وموجه رئيسي له، إلى جانب أسماء أخرى بعضها من أوساط متطرفة وأخرى متورطة في قضايا جنائية أو فضائح أخلاقية، شكّلوا جميعا ما يشبه “خلية إجرامية للابتزاز” تعمل بشكل منظم وتبادل أدوار واضح. هذه الشبكة التي تُغلف خطابها بعبارات الدفاع عن الحقوق والحريات، ليست سوى غطاء هش لمخطط ممنهج لضرب مؤسسات الدولة المغربية.

لكن الأخطر من هذه الدائرة المباشرة، هو ما تؤكده المعطيات المتراكمة من وجود بصمات واضحة لتأطير استخباراتي من طرف النظام الجزائري، الذي لطالما استعمل الإعلام والدعاية المغرضة كسلاح في حربه المفتوحة ضد المغرب. خرجات جيراندو المصورة، توقيتها، مصطلحاتها، وحتى محاورها، تنسجم بشكل مثير مع الحملات التي تشنها الأبواق الجزائرية شبه الرسمية، سواء من خلال قنوات يوتيوب موجهة أو عبر منابر محسوبة على المخابرات الجزائرية.

كل هذا يكشف أن جيراندو لا يتحرك بدافع شخصي، وإنما يخضع لإملاءات تتجاوز بكثير حدود “حرية التعبير”، وتدخل في نطاق التحريض الممنهج والخدمة المباشرة لأجندة معادية. لقد أصبح الرجل أداة رخيصة في يد أجهزة تكنّ للمغرب عداءا تاريخيا، وتبحث عن واجهات مأجورة توفّر لها هامشا للمناورة في الحروب الإعلامية القذرة.

ويكفي التذكير بأن جيراندو نشر مرارا صورا وأسماء مسؤولين أمنيين مغاربة، محرضا ضدهم بأسلوب فج، ما يشكل خرقا خطيرا للقوانين الدولية، وتهديدا مباشرا لأمن هؤلاء المسؤولين، بل وتصفية معنوية ممنهجة لهم، في أسلوب لا يختلف عن تكتيكات التنظيمات المتطرفة أو أجهزة الدعاية العسكرية. كما لم يسلم المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي، من هذه الحملات الشرسة، بما يعكس حجم الاستهداف الممنهج لمؤسسات السيادة المغربية.

هذا التماهي بين خطاب جيراندو والدعاية الجزائرية لا يمكن عزله عن سجله المظلم المليء بالسوابق في النصب والابتزاز وتبييض الأموال وعلاقات مشبوهة مع تجار المخدرات، وهي سوابق وثقتها تقارير إعلامية مستقلة، وتكشف أن الرجل ليس سوى واجهة مُعَدَّة سلفا للاستعمال في معارك التشويه والتحريض. كما أن استغلاله لوسائل التواصل الاجتماعي لبث خطاب الكراهية، واستعمال أسماء مستعارة وأرقام وهمية لتنشيط قنواته، يدخل في خانة الجرائم الإلكترونية المنظمة، وليس حرية تعبير كما يدّعي هو أو من يدافعون عنه أو يصمتون عن جرائمه أو حتى يتسترون.

المفارقة أن كل هذه الأفعال الجرمية تتم من فوق التراب الكندي، حيث لا تزال السلطات هناك تتعامل مع أنشطة جيراندو بصمت مريب، رغم توالي الإشعارات والشكاوى التي توثق خطره وتكشف انخراطه في استهداف رموز الدولة المغربية، وعلى رأسها المؤسسة الملكية. بل إن جيراندو لم يتردد في الإساءة العلنية إلى جلالة الملك، في تحوّل خطير يكشف مدى تحريضه وتورّطه في مشروع تخريبي مكتمل الأركان.

هشام جيراندو هو عنوان لانحدار أخلاقي وفكري، وأداة مُتَحَكَّم فيها من طرف شبكة مارقة، ومن خلفها الأيادي الخبيثة للمخابرات الجزائرية التي اختارته ليكون مطيّتها في معركة قذرة ضد دولة بحجم المغرب. أما هو، فمثقل بحقده الشخصي، غارق في ابتزازه، يتوهم أن النباح من الخارج يمكن أن يُسقط مؤسسات وطنٍ جذوره في التاريخ وشرعيته من شعبه وملكه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى