“صوت قطر” يأكل مع الذئب ويبكي مع الراعي (كاريكاتير)

يبدو أن “جزيرتهم” تريد أن تعزل المغرب وتضعه في “جزيرة” قصية عن محيطه العربي- الإسلامي حتى تشير له بالبنان “ذاك المغرب“. ويبدو أن “القطيع” قد تماهى مع من رفعت “علمنا الغالي” إبان فعاليات كأس العالم بقطر عام 2022 تشجيعا لأسودنا، وصار حفظ الجميل في عيونهم يعني بالضرورة أن تُخَونَ قطر، عبر ماكينتها الإعلامية، المملكة بين العرب وتدفع الجميع لأن يُعيدوا النظر ماليا في الدعم المغربي للقضية الفلسطينية. ويبدو أن المبتغى لا يتجاوز حدود عزلنا في المنطقة لوصمنا ﺑ “الصهاينة”. بل يبدو أن المسعى قد يجد أياد داخلية ستصفق له وتجعله مطلبا لتجديد حلم “دولة الخلافة”.
ومما تبدو عليه الأمور أيضا، أن منبر “الرأي والرأي الآخر” قد انجرف، وسوء النية زاده، في واد المقاومة العربية لاقتتال تدور رحاه في غزة، بغاية إثبات أن الدوحة قد تسيء للأشقاء في تبنيها المشوب بالتدليس واللعب على الحبلين لحصار الفلسطينيين ممن يتزاحموا، لا كي يتراحموا، وإنما حتى تصل أطباقهم إلى يد المسعفين لمدهم بلقمة يسدوا بها رمقهم، بينما “الجزيرة” وراعيها في “جزر أخرى” يتفقدون المخططات ويضعون اللمسات الأخيرة لتطريز محتوى كفيل بإقناع “القطيع” بأن الحرب على غزة تنطلق من مرافئ المغرب.
وحتى لا نتحامل كثيرا على “جزيرة قطر” ذات التعداد السكاني المحتشم والإمكانات المادية المحترمة، فإن الأبناء “العاقين” ممن يأكلون “خبز الدار” ويلعنون الانتماء، قد أفهموا الدوحة أن “ادخلوها بصباطكم” تندرج ضمن تقاليد استقبال الضيوف ومَكْرَمَة يُشهرها المغاربة في وجه الغوالي ممن “يدفعون” بسخاء.
غير أن “السخاء” قد حول الغرباء من “ضيف”، في غفلة من المغاربة الأحرار، إلى “كفيل” يقول لنا عبر “صوت قطر” المندس بيننا “أنا أعلم بكم من أنفسكم”. وحتى “مسكين” الذي خرج حيا يُرزق من وصاية توفيق بوعشرين “القطري”، قد عمل جاهدا كي يعود إلى “الحضن” لا مرؤوسا وإنما رئيسا هذه المرة، بشرط أن يستجمع تحت مظلة تجربته الإعلامية “أوصياء الدين” و “لقطاء اليسار المتهالك” بالمغرب.
لماذا؟ لأن بنفاشل وإخوانه الذين وقعوا على استئناف العلاقات مع إسرائيل ثم خرجوا ينددون، لا يشدهم إلى الحياة غير “حلم الخلافة” الذي يتعارض جملة وتفصيلا مع مغرب الاعتدال والتعايش. ومن ثمة، لا يفوتون أية مناسبة ل “غدر” الوطن والطعن في شرفه العربي، والكل تحت مطية فلسطين “العزيزة”.
هؤلاء تحديدا، لا ينفتح صوبهم “صوت المغرب” حتى من باب “الرأي والرأي الآخر”. بل على العكس تماما، إنهم يُعاملون بأفضلية عبر اعتماد سياسة “الأذان الصماء” في التعاطي مع تصريحاتهم المتجاوزة لحدود اللباقة والمنطق.
فبعد تجاسر على الوطن وركنه في خانة “المتأمرين” على فلسطين من خلال تبني إشاعة نقل عتاد عسكري من مرافئ مغربية في اتجاه إسرائيل لتعزيز قتل العُزَلْ هناك. انكشفت خيوط المؤامرة، فخرجت “جزيرتهم” لتخبرهم بأن شركة “ميرسك” للشحن تُعلن أن قطع غيار المقاتلات ستتجه إلى دول منخرطة في برنامج صناعة إف 35 وليس إلى إسرائيل. هنا ولقراءة الكواليس، سنقول أنه لم يعد مهما أن تؤكد أو تنفي الجهة الإعلامية إياها ما نفتته من سموم بحق المملكة، لأن أزلامها المنتشرين داخل المغرب يعون جيدا أن “الضرب” الإعلامي، وإن كان بهتانا، فهو يفي بالغرض “معنويا” في حينه ويصنع زوبعة في فنجان قاد فاضت في شوارع الدار البيضاء وطنجة في محاولة يائسة لزرع الفتنة وخلق شرخ في العلاقة بين المغربي ومؤسساته الوطنية.
لذلك، ومن بوابة “الرأي والرأي الآخر” المزعوم أرادت “جزيرتهم” المتحاملة أن تغسل “عارها” وتظهر بمظهر “المهنية” لتنقل الوجه الآخر للأحداث. بينما صغارها بالمغرب قد ابتلعوا ألسنتهم في انتظار “عظم” آخر كي يشحذوا أسنانهم فيه.
أما “المسكين” الذي تحاصره شبهة العمالة لقطر من كل حدب وصب، فقد تعامل مع خدش كرامة الوطن بمنطق “كبر عقله” وهو يتقاسم معنا مقال من توقيعه على موقع الجزيرة عام 2024، يُعدد فيه مناقب ميناء طنجة المتوسط. غير أنه سجل هدفا في مرماه، وهو يؤكد لنا عمالته القطرية، عبر اشتغاله مع معهد الجزيرة للإعلام والجزيرة الوثائقية اللتان تتبنيان جيلا من الشباب الإعلامي العربي وتفتح لهم أبوابها ل “صقل” خبرتهم في المجال مقابل الترويج للدوحة و”سياساتها” داخل بلدانهم الأم.
وبما أننا صرنا نُطعن في عقر دارنا ومن طرف “أبناء” الدار ممن يحملون خناجر محشوة بالدولارات والوعود بمستقبل “إعلامي” زاهر، فقد صار من حقنا أن نطالب بمزيد من التيقظ حُيال الرأسمال العربي والأجنبي الذي يُضَخ في مشاريع “مغربية” تحت ذريعة تشجيع التجارب الفتية.