صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية تفضح دور المخابرات الجزائرية في تمويل ودعم الجماعات الإرهابية

إياد أغ غالي، اسم ارتبط بتحولات دراماتيكية جعلته من شخصية فنية مغمورة إلى أحد أبرز زعماء الجماعات المتطرفة في منطقة الساحل الإفريقي.
ولد وسط مجتمع الطوارق الممتد عبر شمال إفريقيا، وشهد مسيرته تحولات جذرية انتهت بتزعمه لتنظيم “أنصار الدين”، المصنف إرهابيًا على المستوى الدولي، والذي أصبح قوة فاعلة في زعزعة الاستقرار الإقليمي.
وفقًا لتحقيق نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، فإن تفكك نظام القذافي في ليبيا أدى إلى تدفق آلاف المقاتلين الطوارق إلى مالي، حيث التحق العديد منهم بالجماعات المسلحة، وكان من بينهم أغ غالي، الذي قاد هجمات أدت إلى السيطرة على مدن محورية مثل تمبكتو وغاو عام 2012. فور بسط نفوذه، فرضت قواته تفسيرًا متشددًا للدين، ودمرت العديد من المواقع التراثية، مما أثار إدانات دولية واسعة.
تحليلات عديدة تشير إلى وجود ارتباطات خفية بين تنظيم أغ غالي وأجهزة استخبارات إقليمية، خاصة الجزائرية، التي يُعتقد أنها استغلت هذه التنظيمات لتعزيز نفوذها في الساحل. هذه الادعاءات تعززها سوابق عديدة، من تفجيرات شهدتها المغرب في التسعينيات إلى الاتهامات المالية المباشرة للجزائر بدعم الجماعات المتطرفة.
يؤكد الباحث في الشؤون الأمنية، محمد شقير، أن الجزائر استخدمت الجماعات المسلحة كأداة لتنفيذ أجنداتها السياسية، مستشهدًا بشهادات ضباط استخبارات جزائريين سابقين أكدوا ضلوع أجهزة بلادهم في تحريك هذه التنظيمات خلال العشرية السوداء.
وأوضح شقير، في تصريحات إعلامية، أن الجزائر لا تبدي رغبة حقيقية في التعاون الأمني مع جيرانها، وهو ما يعزز المخاوف بشأن استراتيجيتها في المنطقة.
من جانبه، يرى محمد الغيث ماء العينين، الخبير في الشؤون الجيوسياسية، أن الجزائر رغم كونها إحدى ضحايا الإرهاب خلال التسعينيات، إلا أن نظامها استمر في توظيفه كورقة ضغط ضد خصومه. وأضاف أن دعم الجماعات المسلحة في مالي كان إحدى وسائل الجزائر للعب دور إقليمي أقوى، خاصة في علاقتها مع فرنسا.
وأشار ماء العينين إلى أن النظام الجزائري، بعد تراجع نفوذه الدبلوماسي في القارة الإفريقية، تبنى نهجًا يعتمد على تأجيج الصراعات وزعزعة استقرار دول الجوار. لكنه حذر من أن هذا التوجه قد ينعكس سلبًا على الجزائر نفسها، إذ أن احتضان الفكر المتطرف داخل مؤسساتها الأمنية قد يؤدي إلى تداعيات كارثية على استقرارها الداخلي قبل أن يؤثر على محيطها.