هشام جيراندو.. مجرم إلكتروني متسلسل في الابتزاز والتشهير

هشام جيراندو، صاحب “الوجوه السبعة”، هو نموذج حي للابتزاز واستغلال الشعارات البراقة. ادعاؤه المستمر محاربة الفساد لم يعد يقنع أحدا، لأن الواقع كشف، للجميع وبالملموس، تورطه في أنشطة إجرامية عديدة وارتباطه بشبكات الابتزاز التي تعمل تحت غطاء محاربة الفساد، ليصبح بذلك هو أحد أبرز تجليات الفساد نفسه.
هشام جيراندو يتقن فن ارتداء الأقنعة، حيث يظهر في العلن كمدافع عن الشفافية والعدالة، بينما يستغل منصته لابتزاز مسؤولين وشخصيات عمومية وشخصيات عادية أيضا، بل وحتى تجار المخدرات، عبر نشر فضائح ملفقة أو تضخيم قضايا هامشية أو فيديوهات تهديدية بغرض الابتزاز. ويتّبع جيراندو أسلوبا ممنهجا يعتمد على:
- تهديد الضحايا: حيث يُخيرهم بين الرضوخ لابتزازه ودفع مبالغ مالية أو مواجهة حملة تشهير شرسة.
- تلفيق التهم: يلجأ إلى التضليل عبر فبركة مقاطع فيديو أو مستندات مزيفة لتشويه سمعة من لا يوافقه الرأي أو ينتقده أو يفضح حقيقته.
- الاحتماء بالخطاب الشعبوي: يستغل قضايا الرأي العام ليبدو كأنه مدافع عن حقوق المواطن العادي، بينما هدفه الحقيقي هو تحقيق مكاسب شخصية.
ويشار إلى أن جيراندو لا يعمل بمفرده، بل يدير شبكة من الأفراد الذين يشاركونه في عمليات الابتزاز. وقد أكدت تقارير صحفية، وكذلك تحقيقات قضائية رسمية أنه يوظف مجموعة من “الوسطاء” الذين يزودونه بمعطيات مشكوك في صحتها، لاستغلالها في حملاته التشهيرية بغرض الابتزاز.
وما يزيد من خطورة هذه الشبكة هو استخدامها لمنصة “يوتيوب” كمنبر لنشر الإشاعات، حيث تحقق المنصة أرباحا مالية لجيراندو من خلال التفاعل مع مقاطع الفيديو المثيرة للجدل.
والأدهى أن جيراندو يدعي مساندة الفئات المهمشة، بينما يستغلهم كوسيلة للترويج لنفسه. وبينما يرفع شعار محاربة الفساد، تشير كل الأدلة إلى أن غايته هي الربح الشخصي، سواء عبر الابتزاز أو عبر عائدات “يوتيوب”.
إن التعامل مع أشخاص مثل جيراندو يتطلب وعيا مجتمعيا، حيث يجب التمييز بين من يعمل بصدق من أجل المصلحة العامة وبين من يستغل الشعارات لتحقيق مكاسب ذاتية. فالأصوات الصادقة لا تحتاج إلى سبعة وجوه لتظهر حقيقتها.
وإذا استمر هذا الشخص وشبكته في استغلال المنصات الإعلامية للتلاعب بالرأي العام، فإن ذلك سيُعرِّض المجتمع لمزيد من التدهور الأخلاقي. لذلك وجب اليوم أكثر من أي وقت مضى التصدي بكل حزم لجيراندو وأمثاله بكل الوسائل القانونية والإعلامية، لتبقى الحقيقة أقوى من كل الأقنعة الزائفة.