أكاديمية محمد السادس لكرة القدم.. تَبَصّْرْ وبُعْدْ نظر ملك وراء تألق عناصر المنتخب المغربي بالمونديال (فيديو/صور)

تابع العالم تألق المنتخب المغربي ضمن منافسات كأس العالم 2022 المقام حاليا بدولة قطر. هذا التألق الغير مسبوق لفت الأنظار إلى عناصر التشكيلة الوطنية بقيادة وليد الركراكي. الكل يتساءل في أي مشتل قد زُرِعَتْ بذرة هؤلاء الأبطال وبأي عناية قد أُحِيطَتْ حتى بلغت عنان السماء وقُطِفَتْ ثمارها في الوقت المناسب.
وبكبسة زر بسيطة، طفت على سطح محركات البحث المدرسة الأم التي احتضنت بعض نجوم المنتخب الوطني الحالي، ووفرت لهم كل السبل لصقل أقدامهم الذهبية والمضي قدما بالبلاد نحو منافسة أعتى المنتخبات الدولية.
يتعلق الأمر أساسا بأكاديمية محمد السادس لكرة القدم المتواجد مقرها بمدينة سلا. إنه صرح كروي بمعايير دولية، تعود فكرته لعاهل البلاد، الذي أراد إحداث ثورة داخل كرة القدم الوطنية. فقد تم افتتاح الأكاديمية سنة 2009 بغلاف مالي قدر ﺑ 15 مليون دولار، تمتد على مساحة 18 هكتارا تقريبا وتحتوي على 5 أقسام مختلفة، منها المخصصة للسكن، بمقدار 30 غرفة مزدوجة و4 غرف فردية، وفضاء للتسلية ومطبخ ثم قاعة طعام بسعة 100 فرد. فضلا عن ذلك، تتوفر المؤسسة على جناح مخصص للدراسة، يتكون من 10 قاعات للتدريس، بالإضافة إلى قاعة كبيرة خاصة بالندوات والمؤتمرات الإعلامية. كما يوجد داخل الأكاديمية قسم الطب الرياضي، يضم قاعة لتقوية العضلات، و4 غرف ملابس، وعيادة طبية، ثم قاعة للعلاج الطبيعي، وحوض للمعالجة بالمياه المعدنية، وكذلك القسم الإداري، الخاص بالمشرفين على الأكاديمية.
وبفضل برنامجها التكويني المكثف، تخرج من الأكاديمية أجود العناصر التي ألحقت في ما بعد بكتيبة المنتخب الوطني، وصاروا اليوم محط إشادة دولية، على غرار المهاجم يوسف النصيري، ومتوسط الميدان عز الدين أوناحي، والمدافع نايف أكرد، ثم حارس عرين الأسود محمد رضا التكناوتي.
وللحديث بشكل أدق عن مسار كل لاعب على حدا، انضم يوسف النصيري إلى أكاديمية محمد السادس عام 2011 قادما إليها من المغرب الفاسي، وقضى فيها 5 سنوات، قبل أن يتعاقد عام 2015 مع نادي مالقا الإسباني، ثم ليغانيس واشبيلية.
أما المدافع نايف أكرد، لاعب ويست هام الإنجليزي، فقد انطلقت مسيرته الكروية من بوابة أكاديمية محمد السادس أيضا عام 2011، قبل أن يغادرها بعد 5 سنوات، للالتحاق بنادي الفتح الرباطي، ومن تم إلى الاحتراف بأوروبا مع كل من نادي ديجون الفرنسي وبعده نادي رين الفرنسي، قبل الانتقال إلى ويست هام بالدوري الإنجليزي.
وبدوره، يعتبر لاعب خط الوسط عز الدين أوناحي، منتوج خالص من أكاديمية محمد السادس لكرة القدم قضى 4 سنوات بها ثم 3 سنوات بمركز الدار البيضاء، ما شكل بالنسبة له قنطرة عبور نحو أوروبا للاحتراف، حيث انضم لنادي ستراسبورغ الفرنسي سنة 2018، ثم نادي أفرونش، والآن يمارس في صفوف نادي أنجي رفقة زميله سفيان بوفال.
بينما يسجل الحارس الثالث لـ”عرين الأسود”، محمد رضا التكناوتي، حضوره بالمونديال كخريج أكاديمية محمد السادس لكرة القدم بعد مدة تكوين بها بلغت 5 سنوات، ويلعب لفائدة نادي الوداد الرياضي منذ عام 2016، وتألق مع الفريق وحاز معه ألقابا محلية وقارية.
واليوم بكثير من الفخر والاعتزاز أعطى المغرب لأبنائه الفرصة فأذهلوه بقدراتهم في محفل كروي دولي يشهد عادة تألق المنتخبات الأوروبية التي طبعت مع الألقاب الدولية لسنوات. وأصبحت اليوم كل الأعين على أكاديمية محمد السادس لكرة القدم لما قدمته لكرة القدم الوطنية، وعلى نفس المنوال وأكثر يُنْتَظْرُ منها أن تحفر في الصخر تنقيبا عن مزيد من الأقدام الذهبية الكفيلة بإيجاد موطئ قدم للمغرب ضمن أباطرة كرة القدم الدولية.