تحقيقات القاسمي | وثائق تكشف شراكة هشام جيراندو مع عضو في مافيا دولية للاتجار في المخدرات بكندا

من يطّلع للوهلة الأولى على المحتوى الذي يقدمه هشام جيراندو المقيم في كندا، قد يعتقد أن اهتمامه الكبير والمتواتر بموضوع المخدرات يعكس التزاما حقيقيا بمحاربة هذه الآفة وكشف المتورطين فيها، خاصة وأنه يروّج لنفسه كصوت صادح بالحق وناشط يسعى إلى محاربة الفساد… غير أن هذا الاهتمام، الذي بدا في ظاهره بالنسبة للبعض عملا نبيلا، اتضح لاحقًا أنه كان مجرد غطاء لعمليات ابتزاز واسعة ومعقدة.
في سنة 2024، تفجرت فضيحة الشبكة التي نسجها هشام جيراندو مع تجار مخدرات من أجل الابتزاز، حيث تمكنت الشرطة القضائية بالدار البيضاء من إلقاء القبض على عدد من المتورطين في هذه الشبكة، من بينهم تاجر مخدرات يدعى “رضا.ع” ووسيط يُدعى “رشيد.ر”. أُدين هؤلاء بتهم تتعلق بالابتزاز والتشهير، وحُكم عليهم بالسجن لمدد متفاوتة.
تاجر المخدرات “رضا.ع” اعترف بدوره كوسيط في عمليات ابتزاز يديرها هشام جيراندو عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث أوضح في اعترافاته أنه أُجبر تحت وطأة التهديد على التعاون مع جيراندو. وأفصح عن الأساليب الملتوية التي كان الأخير يستخدمها للإيقاع بضحاياه، مستغلا التهديد والابتزاز للحصول على أموال تُدفع بالعملة المحلية أو بالدولار الكندي.
لكن ما لا يعرفه عامة الناس، أو على الأقل ما لم يتم اكتشافه قبل نشر هذا التحقيق، هو أن علاقة هشام جيراندو بعالم المخدرات لم تكن وليدة اليوم ولا محصورة فقط في المغرب، وإنما تبين أن جيراندو منغمس بشكل كبير في هذا العالم القذر في كندا قبل المغرب بسنوات… لكن هذه المرة ليس بغرض الابتزاز.
ولأن “تحقيقات القاسمي” كما وعدتكم… بأنها ستخوص في أعماق الملفات الشائكة من أجل الوصول إلى الحقيقة… ولا شيء غير الحقيقة… فقد تمكنا، بعون الله، من الوصول إلى حقائق مثيرة وخطيرة، تكشف بأن هشام جيراندو ليس فقط على علاقة بشخص مدان في قضية مخدرات، مرتبط بمافيا دولية خطيرة بكندا، وإنما تجمعه به شراكة تجارية مشبوهة، إلى جانب شخص آخر أدين سابقا في قضية مماثلة… وكما وعدناكم وعودناكم دائما… سنكشف لكم كل هذه الحقائق بالوثائق والحجج الدامغة.
حسب الوثائق التي حصلنا عليها من سجل الشركات في كندا، وتحديدا في “كيبيك”، فإن هشام جيراندو أسس في بداية غشت 2019، شركة مساهمة تحت إسم “9402-5764 Quebec inc.”، رفقة شخصين آخرين يُدعيان على التوالي “Davit Hok” و”Veasna Oung”. وتحمل الشركة إسما تجاريا آخر هو “Jerando Beaubien”.


وحسب نفس الوثائق، فقد تم التصريح بسحب اعتماد الإسم التجاري “Jerando Beaubien” ابتداءً من 31 أكتوبر 2022… بمعنى آخر، منذ هذا التاريخ أصبح غير ممكنا من الناحية القانونية إجراء معاملات تحت هذا الاسم… ومع ذلك، لازال هذا الإسم يُستغل من طرف هشام جيراندو للترويج لعلامته التجارية الرئيسية “Jerando” الخاصة بالملابس.

ودائما حسب نفس الوثائق، فإن الشركة المذكورة تنشط في مجالين تجاريين. الأول يتعلق بـ “بيع مشروبات مصنوعة من الشاي واللآلئ التايوانية، ومشروبات باربوتين (مشروبات مجمدة) تعتمد على الشاي، وعصائر عضوية طازجة معصورة”. والثاني يتعلق بـ “صناعة البدلات والسترات الرجالية”.

لكن عندما بحثنا عن سجلّ (l’historique) الشركة بالنسبة للنشاط الأول المتعلق ببيع مشروبات مصنوعة من الشاي، لم نجد له أثرا على الأنترنت أو مواقع التواصل الاجتماعي، عكس النشاط الثاني المتعلق بيع السترات الرجالية الذي يتوفر على صفحة على “فيسبوك” بإسم “Jerando Beaubien” السالفة الذكر.

والآن سندخل في صلب الموضوع المتعلق بطبيعة الأشخاص الذين أسس معهم هشام جيراندو الشركة المذكورة… والذين تبين أنهم أصحاب سوابق في عالم المخدرات والإجرام عموما في كندا.
الشريك الأول: دافيت هوك “Davit Hok”
الشخص الأول إسمه “دافيت هوك” (Davit Hok) يقدم نفسه كطباخ. اشتهر بامتلاكه لمحل يحمل إسم “Boutique Hellvis” للبيرة. أسس هو الآخر عدة شركات تنشط في مجالات مختلفة، على رأسها بيع الأطعمة والمشروبات الكحولية. البعض من تلك الشركات تحوم حولها الكثير من الشبهات لاسيما وأنه تم التشطيب عليها من السجل التجاري الكندي بسبب عدم التزامها بتقديم التصريحات المالية السنوية لسنتين متتاليتين.

عندما بحثنا عن الإسم وعمن يكون هذا الشخص؟ وجدنا مقالا لصحيفة “Le Journal de Montréal” يعود تاريخه إلى 25 ماي 2012، يتحدث عن الحكم على شخص يحمل نفس الإسم (Davit Hok) كان يبلغ من العمر آنذاك 27 سنة، بالسجن لمدة 7 سنوات بعد توقيفه بحوزته كيلوغرام من مخدر “الكريستال ميث” في مونتريال.

وحسب المقال، فالقضية كشفت ارتباط Davit Hok بعصابة إجرامية آسيوية في مدينة “تورونتو” كانت تحاول التوسع في مونتريال. لكن اعترافه بالتهم وخلو سجله السابق من سوابق في الاتجار بالمخدرات لم يشفعا له بسبب خطورة المادة التي كان يحملها. القاضية وصفت المخدر بالسُّمي للغاية، ووافقت على العقوبة التي اقترحتها النيابة مع خصم سنة قضاها في الحبس الاحتياطي. وكانت النيابة قد أشارت إلى أن المعني بالأمر كان قد قضى في عام 2007 عقوبة بالسجن لمدة 15 شهرًا بتهمة اقتحام مكان خاص بالقوة لأغراض إجرامية.

تواصلنا مع صاحب المقال ومع الصحيفة عدة مرات حول الموضوع من أجل التأكد ما إذا كان الأمر يتعلق بنفس الشخص أم مجرد تشابه أسماء، لكننا لم نتوصل بأي جواب في هذا الصدد. إلا أن معطيات أخرى تشير إلى أن الأمر يتعلق بنفس الشخص، إذ من الصعب جدا أن نجد شخصين يحملان نفس الإسم ولهما نفس العمر ويقطنان في نفس المدينة ومن نفس الأصول.. أصول آسيوية، حيث تبين أن Davit Hok الذي شاركه هشام جيراندو، كان قد شارك سنة 2014 في مسابقة للطهي وهي مسابقة “Pérou-Gourmet” ووصل إلى مرحلة نصف النهائي. وحسب مقطع فيديو يقدم نبذة تعريفية عنه، ظهر بنفس الإسم وأشير إلى أنه يبلغ آنذاك، أي في 2014، 29 سنة… يعني نفس سن الشاب موضوع الحكم القضائي المشار إليه أعلاه وبالتالي نستنج أنه لم يقض العقوبة السجينة كاملة وأنه قد استفاد من إفراج أو تخفيض للعقوبة.

وما يؤكد أكثر هذا المعطى هو ما جاء في بعض التعاليق الواردة على حساب Davit Hok على “فيسبوك”، التي هنأته على تجاوز المشاكل التي مر منها من قبل في إشارة إلى سوابقه الإجرامية، حيث جاء في أحد التعاليق عقب إعلانه عن امتهانه الطبخ: “هل أصبحت طاهياً يا دافيد؟ أنا سعيدة جداً لأنك أخذت زمام الأمور وغيرت حياتك للأفضل!”…. هذا إلى جانب معطيات أخرى تؤكد أن الأمر يتعلق بنفس الشخص ستكتشفونها في هذا التحقيق.

الشريك الثاني: فياسنا أونج “ Veasna Oung”
الشخص الثاني يدعى فياسنا أونج “Veasna Oung” وتبين أن إسمه الكامل هو “Veasna Oung Chan”. يقدم نفسه كممثل كوميدي وعارض أزياء. وكان أحد عارضي الأزياء الذين استعان جيراندو بخدماتهم للترويج لعلامته التجارية لبيع السترات والأزياء الرجالية كما هو مبين في الصور أسفله.


لكن عندما تعمقنا في البحث عن الإسم، اكتشفنا أن “Veasna Oung Chan” كان من بين الأفراد المتهمين في إطار “مشروع أستريوس” (Projet Asterios)، وهو تحقيق أمني كبير في كندا بدأ سنة 2017 وانتهى باعتقالات واسعة في سنة 2019. ويتعلق الأمر بعملية أمنية واسعة النطاق نفذتها السلطات الكندية، تضمنت اعتراض مئات الآلاف من المحادثات الهاتفية، آلاف الساعات من التسجيلات المرئية، وأكثر من 380 عملية مراقبة ميدانية استهدفت شبكة لتهريب المخدرات مرتبطة بعصابة Hells Angels.

عصابة Hells Angels هي ناد دولي للدراجات النارية، تأسس في 17 مارس 1948 في فونتانا، كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية. تُعتبر واحدة من أشهر نوادي الدراجات النارية الخارجة عن القانون، وتُعرف بأنشطتها المثيرة للجدل وارتباطها بالعديد من الأنشطة الإجرامية، على رأسها تجارة المخدرات والاتجار بالأسلحة والابتزاز.
وكشفت عملية “أستريوس” التي نفذتها شرطة مونتريال ضد شبكة متورطة في تجارة المخدرات مرتبطة بعصابة Hells Angels، عن استخدام المتهمين لواجهة غير تقليدية لترويج المخدرات، وذلك من خلال متاجر للملابس في شرق مونتريال وأحياء Rosemont وHochelaga-Maisonneuve، ما يطرح الكثير من الشبهات حول الأنشطة الحقيقية التي قد يكون هشام جيراندو متورطا فيها بشكل وبآخر لاسيما وأن نشاطه المعلن عنه هو أيضا تجارة الملابس.

إلى جانب هذه المعطيات، توصلنا إلى وثيقة رسمية تؤكد أن شريك جيراندو، المدعو “Veasna Oung Chan”، قد تم تسجيله بصفته مالكا لشركة “CRÉATION V-SNA”، في سجل المؤسسات غير المؤهلة للعقود العامة (RENA) في كندا بسبب إدانته بارتكاب جرائم خطيرة تتعلق بالتآمر وتهريب المخدرات. وقد جاء هذا التسجيل الذي تمتد فترته من من 1 مارس 2023 الأهلية حتى 9 أكتوبر 2027، ضمن جهود الحكومة لضمان نزاهة العقود العامة ومنع التعامل مع الأفراد المتورطين في أنشطة إجرامية.

وتستند الإدانة المشار إليها في السجل إلى مخالفات واضحة بموجب المادة 465 من القانون الجنائي الكندي، التي تتعلق بالتورط في التآمر لارتكاب جرائم، والمادة 5 من قانون تنظيم المخدرات والمواد الخاضعة للرقابة، التي تتعلق بتصنيع أو استيراد أو تصدير أو الاتجار بالمخدرات. وقد جاءت هذه المخالفات بعد تحقيقات أثبتت تورط Veasna Oung Chan في أنشطة إجرامية منظمة تشمل التآمر وتهريب المخدرات.
حسب الوثائق التي حصلنا عليها من سجل الشركات في كندا، إلى جانب الوثيقة السالفة الذكر الخاصة بعدم أهلية إبرام العقود العامة، فإن Veasna Oung Chan، يملك شركة بإسمه تنشط -حسب الوثائق- في إنتاج الملابس النسائية، والتي تحمل الإسم التجاري السالف الذكر “CRÉATION V-SNA”، مسجلة في عنوان آخر هو:
202-9090av. du Parc Montréal (Québec) H2N1Y8 Canada



وعندما بحثنا عن هذا العنوان، اكتشفنا أنه يتعلق بمقر لا يبعد كثيرا عن مقر الشركة الحالية لهشام جيرانو الخاصة ببيع الملابس الرجالية والواقعة بشارع Chabanel، كما هو مبين في الصورة أسفله… فهل هذه كلها صدف ؟

وهل مرة أخرى صدفة أن يكون شارع Chabanel الذي يوجد فيه مقر متجر جيراندو، هو إحدى البؤر التي تنشط فيها عصابة Hells Angels التي ارتبط إسم شريكه السابق Veasna Oung Chan بها ؟
ففي أبريل 2019، تمكنت الشرطة الملكية الكندية بالتعاون مع وكالة خدمات الحدود الكندية من مصادرة 91 كيلوغرامًا من الكوكايين بقيمة 3.64 مليون دولار في ميناء مونتريال. الشحنة، القادمة من المكسيك، كانت مخبأة داخل حاوية تحتوي على أثاث، مما يشير إلى استخدام نشاط الأثاث كواجهة لتهريب المخدرات، حيث ألقي القبض على شخصين داخل مصنع لصناعة الأثاث في شارع Chabane، وهو ما يعزز الشكوك حول ارتباط المصنع بهذه العملية. وحسب التحقيقات فإن تمويل الشحنة يعود إلى زعيم لشبكة تهريب مخدرات مرتبطة بعصابة “Hells Angels”.


وهل هي مجددا صدفة أن يكون بعض شركاء جيراندو يملكون شركات تنشط في مجال الأثاث ؟ هؤلاء لهم ارتباطات أخرى مشبوهة، سيتم الكشف عنها بشكل مفصل في تحقيق لاحق وعلاقاتهم بهشام جيراندو.
وعودة إلى الشريك السابقة لجيراندو، المدعو Veasna Oung Chan، وحسب وثائق أخرى حصلنا عليها من السجل التجاري الكندي، فقد تبين أنه أسس شركتين أخريتين، (تم حلهما لاحقا) مع كل من Davit Hok المشار إليه سابقا في التحقيق وشخص آخر يدعى Maxime Latreille.


وعندما بحثنا عمن يكون Maxime Latreille ؟ وجدنا أنه حُكم عليه سنة 2010 بالسجن لمدة سنتين بعد تورطه في سرقة موصوفة نفذها مع شريكين في حانة بحي Val-Bélair.
المدعو Maxime Latreille، الذي كانت لديه في ذلك الوقت (2010) سوابق جنائية متعددة رغم صغر سنه، كان قد استهلك المخدرات مع أصدقائه قبل أن يقتحموا الحانة متنكرين. استخدم الجناة رذاذ الفلفل الحار وأدوات حادة، وطالبوا بأموال درج النقود، كما ألحقوا أضرارا بآلتين للفيديو بوكر، وأجبروا زبائن الحانة على الاستلقاء أرضاً تحت التهديد ثم لاذوا بالفرار باستخدام شاحنة مسروقة، لكن الشرطة لاحقتهم واعتقلت Maxime Latreille وأحد شركائه بعد اصطدامهم بسيارة الدورية.

فهل هي مرة أخرى مجرد صدفة أن يكون إسم هشام جيراندو مرتبطا إلى هذا الحد بأشخاص كل سجلاتها ممتلئة بالإجرام ومنغمسة بشكل كبير في عالم الجريمة، خاصة عالم المخدرات؟
وهل هي مجرد صدفة أن يظهر هشام جيراندو مؤخرا في فيديو مصور على قناته في “اليوتيوب”، في مشهد لا يخلو من الريبة والشُّبهات يتجول في شارع سانت كاترين (rue Sainte-Catherine) بمدينة مونتريال، مدعيا أنه في مهمة إنسانية لمساعدة المغاربة الذين يعانون من أوضاع صعبة في الخارج، بينما تعد تلك المنطقة بؤرة للجريمة المنظمة، حيث تشهد انتشارا ملحوظا لتجارة المخدرات وأعمال العنف؟؟


وهل صدفة أن يكون نفس الشارع (rue Sainte-Catherine) هو إحدى المناطق التي تنشط فيها عصابة Hells Angels المشار إليها في التحقيق؟ حيث كشف تقرير إعلامي سنة 2011 عن كيف سيطرت عصابة Hells Angels على تجارة مخدر “الكراك” (وهو الكوكايين الصلب) في وسط مدينة مونتريال من خلال نظام هرمي محكم يمتد عبر شوارع “سانت كاثرين” (rue Sainte-Catherine)، “سانت لوران”، و”سانت هوبرت”.


إن ما كشفنا عنه في هذا التحقيق حول هشام جيراندو وشبكة علاقاته المشبوهة يُسلط الضوء على الجانب المظلم لشخص يروج لنفسه كمدافع عن الحق ومحارب للفساد. بعيدًا عن الصورة الزائفة التي حاول رسمها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تؤكد الأدلة والوثائق أن نشاطه الحقيقي يرتبط بعلاقات عميقة مع شخصيات ذات سوابق إجرامية في عالم المخدرات والجريمة المنظمة، سواء في المغرب أو كندا.
ولا شك أن هذه الحقائق تستدعي تحقيقات أكثر عمقا من السلطات المعنية، سواء في كندا أو المغرب، لكشف مدى تورط هذا الشخص وشركائه في أنشطة قد تكون تهدد الأمن الاقتصادي والاجتماعي.
وكما وعدناكم في أول إعلان عن “تحقيقات القاسمي”، فإن ما كشفناه اليوم هو فقط البداية. انتظروا قريبا معطيات حصرية تكشف خفايا أخرى عن هشام جيراندو وشبكاته المريبة، بما في ذلك تفاصيل دقيقة حول أنشطته في كندا، وارتباطاته بشخصيات أخرى قد تكون متورطة في أعمال مشبوهة كغسيل الأموال. ترقبوا الأدلة الجديدة التي سنعرضها قريبًا… وكما عودناكم دائما، بالوثائق والمستندات لكشف الحقيقة كاملة بكل جرأة وموضوعية.