شقق استخباراتية.. الدور على أحلام اليقظة لإنقاذ توفيق بوعشرين من واقعة استعباد النساء

صحيح أن السواد الأعظم يرى في ميدان الاستخبارات عالما يكتنفه الغموض، لأنه مُلقى فيه على عاتق رجالاته حماية الأمن القومي للبلاد من أي تسربات خارجية تتحين الفرصة المناسبة، أو حتى قد تخلق -بأساليبها- فرصة وتجعلها سانحة لتقويض أمن واستقرار الأوطان.
إن حراسة حدود الوطن بمفهومه اللامادي الذي يتجاوز بكثير الحدود البرية والبحرية ثم الجوية، يجعل من غاية تحقيق حماية مُثلى للأمن القومي مهمة جسيمة تُعاش ولا تُحكى وتُمارس ولا يتم التنظير لها، لأنها ببساطة ليست علما دُونت ضوابطه في مُحكم الكفايات العلمية والعملية، إنما المسألة هي معيش يومي تُأخذ فيه بعين الاعتبار الخريطة السياسية والاجتماعية للدولة وما يترتب عن تكييفها مع محيطها الإقليمي والدولي.
والقول ذاك، لم تخطر ببالنا يوما أن تختطف حفنة من العدميين المحسوبين – لسوء الحظ – على الوطن (أن تختطف) مفهوم الاستخبارات وتخرجه من سياقه الأصل لتلحقه بأماكن وأزمنة وفضاءات لا يستقيم البتة أن تستقبل المصطلح أساسا أو حتى أن تتعايش معه جنبا لجنب.
كنا شهودا، أمس الخميس، على رصاصة قاتلة تتجول بين “متلاشيات” منصة الفايسبوك، أطلقها شخص يُدعى “هشام شرم” من مستقره بمدينة تورونتو الكندية على جبهة سلطان الصحافة توفيق بوعشرين، في محاولة لتسجيل حضوره ضمن جوقة المنافحين ﺑ “دهاء الثعالب” عن مغتصب متسلسل جالت عورته “المقززة” أصقاع الأرض.
لقد نَكَّلَ هشام شرم بمغتصب الصحافيات أيما تنكيل، عبر تدوينة مُربكة وملغومة تأخذ بناصية المنطق وتطرحه أرضا، حينما ارتأى أن “يبخ ويكوي” لتمرير خطاب مفاده أن صاحب غزوات الكنبة إنما متورط حقا في واقعة الاغتصاب والاستئساد على مستخدمات مقاولته الإعلامية السابقة، محاولا تخليصه من العار باعتماد منطق “ومن بعد كاع!!”.. للرجل كامل الحق والحرية أن يعبث بالعزباء كما المتزوجة فالحامل لأن عبادة الفرج، بحسبه، هو طقس غرائزي تسقط في حضرته ثنائية الحلال-الحرام.
جميل أن يجتهد الطوابرية في ابتداع زوايا جديدة للدفاع عن الباطل وجعله مستساغا بين الناس. فكل فكرة شاذة تبدأ بمخاض عسير إلى أن تستقر في أذهان وأفئدة ضعاف النفوس وفقراء المنطق. غير أن مؤيدي توفيق ظالما أو مظلوما “توفقوا” فقط في جعله مادة دسمة للسخرية والتنمر وهم يُطبقون ما يشاهدونه ضمن سينما هوليود من أفلام الأكشن والجاسوسية التي تُعَظِّمُ “البطل” وتضع المؤسسات الأمنية في منزلة العدو المتربص به.
وعلى هوى ما جاء في عقولهم العقيمة، فإن الأجهزة الأمنية قد استقرت في شقق استخباراتية فوق رأس توفيق بوعشرين لإنتاج ما يعرف ﺑ “برامج الواقع” التي توثق يوميات المشاهير لعرضها ضمن حلقات مجزئة على جمهورهم المتعطش لمعرفة نمط عيشهم من مأكل ومشرب وملبس وغيرها الكثير من الأنشطة اليومية. سحقا للبلادة التي صار يتحدث بها “مثقفي آخر الزمن” ممن يُصبغون على ذواتهم ملكة الإبحار في عوالم المعرفة، بينما يفشلون في مجابهة الأدلة الدامغة بأخرى قاطعة ويُرعبهم المنطق، لذلك يستعيضون عنه بخطابات تمتح من مَعين المؤامرة والمطاردة وقس على ذلك من قواميس أفلام هوليوود وبوليوود الصالحة للفرجة فقط.
هل استسلم عُصاة الوطن ليأس المحاولة؟؟ هل اكتفوا بشرف المحاولة فقط وهم يُقرون ضمنيا بأن الفيديوهات الإباحية تعود فعلا لتوفيق بوعشرين؟؟ هل اشترى ناسج أحاديث الكنبة أصوات تنوب عنه للاعتراف بذنبه ﺑ ” أَلَقٍ وأنفة”؟؟. نعم تبدو المساعي كذلك، لاسيما وأن صديقنا هشام شرم قد خاض شيئا ما في شؤون أسرية دارت تفاصيلها -حصرا- بين توفيق بوعشرين وحرمه أسماء الموساوي.
بوعشرين وللتكفير عن معاصيه اشترى كرامة زوجته بما راكمه من ثروة محترمة طيلة مساره المهني، وصارت اليوم مملوكة للسيدة أسماء الموساوي كعربون للتمسك بها ولاستمرار الود والمحبة، وكجحود منه يصدره في وجه ضحاياه المتمسكات بحقهن المعنوي والمادي الذي أقره لهن القضاء بعد ثبوت تهمة الاعتداء عليهن والاتجار في البشر في مواجهة جلادهن.
وفي المحصلة، لا يسعنا إلا القول أن أصدقاء “الحزة” تندرج كافة تحركاتهم في إطار قول الأجداد “من لحيتو كيلقمو ليه”.. لقد أغرقوك ويستمرون في إغراقك يا توفيق!! لقد خانهم سوء تقدير الأمور وهم يُسجلون الأهداف في مرماك لمحاولة تخليصك من جريمة قائمة الأركان !!!