ثقافة البلطجة أم بلطجة “المثقفين” (كاريكاتير)

كمجتمعات عربية أو غربية، ترسخ في أذهاننا على مر العصور أن المثقفين، أو على الأقل من يُوعز لهم الزَهْوْ بالنفس أنهم ينتمون إلى صفوة المجتمع، قد يموتون قهرا ولا تمتد أيديهم أو فكرهم إلى ما دون منزلتهم المجتمعية. وأن هذه الفئة من الأدميين تنتقي محيطها وشبكة علاقاتها بعناية فائقة سعيا منها للحفاظ على صورتها بين الخلائق، وهو ما يُصطلح عليه بلغة العصر الحالي Personal Branding.

وإن كان في التوجه أعلاه حرمانا للنفس من أن تُمارس عفويتها وتحتفظ بجزء، ولو يسير، من هامش الخطأ باعتبار أن كل ابن آدم خطاء، فإن من يُقيدون ذواتهم بالسير على الصراط المستقيم “زعما” لا يتوانون عن تأليه شخصهم وإحاطته بجيش من صغار المطبلين حتى يحققون الآتي: “من لم يجد موطئ قدم له ضمن الكبار أحاط نفسه بالصغار ونصب نفسه كبيرهم”.

وعلى هذا الصراط، مر كل من علي المرابط متأبطا سليمان الريسوني وتوفيق بوعشرين إلى أن استوقفهم المَسير وإكراهاته على عتبة معتوه يُدعى زكرياء مومني، الذي اختار أن يتوارى عن الأنظار بدولة كندا هربا من العدالة المغربية و الفرنسية.

المعني بالأمر وكما لا يَخفى على أحد، لم يترك حيلة إلا وجربها بنية “الغريق يتمسك ولو بقشة” علها تقوده لتحقيق نبوءة ال5 ملايين يورو على حساب المغاربة ومُقَدراتهم. ومنذ سنوات إلى حدود كتابة هاته الأسطر لم ينل الرجل أكثر من 10.000 يورو ظل يحسبها بنهم نَفْسٍ ذليلة، ليتأكد المغاربة أن صفتا الطماع و النصاب لصيقة لا محالة بشخصه. بل هي محركه الأساس في كل ما يصدر عنه من خرجات عدمية، يسهر إثرها الليالي ولا يُطبق الجفن من فرط تحريه حُيال ما قد يعصف بالمملكة الشريفة ورجالاتها وأي مفتاح قد يُعينه على فك شفرة الخزينة المغربية.

وحتى حينما تخور قواه ويركن إلى خيبته، يتولى أمره معلمه علي المرابط، الذي لا يبخل عليه بحيل إضافية لتأثيث المشهد اليوتوبي بمزيد من المحتوى العدمي المسخر ضد المغرب ومسؤوليه، لأجل عيون ذوي السوابق العدلية توفيق بوعشرين وسليمان الريسوني ويُوصيه قائلا: “شوف ليك هاد النويمرات (أي ملفات الريسوني وبوعشرين) وإن شاء الله يكون خير !!!”

إصرار الملاكم المزيف على الانبعاث من العدم بمنطق “عندي بحال الربح بحال الخسارة” قد أُعجبت به “صفوة المجتمع إياها” التي تضم بين ظهرانيها كبيرهم علي المرابط ومغتصب الصحافيات توفيق بوعشرين ثم صاحب “الفتوحات الغلمانية” سليمان الريسوني الذي، وعلى ما يبدو، قد تعرض ل “تجباد لودنيين” وما تيسر من حصص الدعم والتقوية في شحذ اللسان على الطريقة الزنقاوية كان قد أوصاه بها قائد المرحلة علي المربوط خارج الديار هو الآخر.

وما أن تخلص من ارتخاء عضلات لسانه “الزَفِرْ” حتى بدت له النساء أولى بتطبيق الدروس الإضافية التي تلقاها بين يدي معلمه الروحي في كيفية التحول الجذري من ارتداء جُبة الرجل المثقف إلى “شمكار” يُعربد داخل المنصات الاجتماعية باللفظ القبيح وفحش القول. ولعل في تغيير العباءة كلية  إجابة يقينية على أن ادعاء الثقافة عند أمثال هؤلاء لا يعدوا أن يكون سوى “توجه خُبزي” يوظفونه لاستلاب عقول العامة وثنيهم عن إعمال ملكة العقل في تعاطيهم مع من قلنا عنهم آنفا أنهم يصنفون أنفسهم ضمن النخبة.

وبالسؤال عن ما قد يُثير سعار “الشمكار” إلى حد إشهاره الساطور في وجه من يخاطبه وعلى مرأى ومسمع من رواد شبكات التواصل الاجتماعي، نكتشف أن من يأتي الرجال من دبورهم وبئس ما أتى، لا يستسيغ أن يسير في خط موازي مع من يذكرونه بآثامه، في وقت يكابد الأمرين لكي يُسقط الذكرى من صحيفة أعماله الدنيوية، ويستصدر، بالتالي، شهادة ميلاد جديدة عنوانها الأبرز رسالة مشفرة لمن يهمهم الأمر “دخلوا عندي !!!” بدليل آخر حوار أجراه سليل آل الريسوني “بودكاست بصيغة أخرى” أو يهدم البلاد فوق رؤوسنا. أما توفيق بوعشرين الذي يعشق “الكلام في السياسة” بعدما سقط في “تمرين الانحطاط” كما أخبرنا بذلك، فقد فوض بعضا من أمره إلى “المنحط” زكرياء مومني كي يأكل الثوم بفمه ويتفرغ هو إلى جلد الساسة !!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى