عزيز غالي.. بوق الانفصال الذي خان قضية الوطن الأولى تحت غطاء حقوقي

في الوقت الذي يواصل المغاربة ملكا وشعبا التجند في الدفاع عن قضية المغرب الأولى، وهي قضية الصحراء المغربية… وفي الوقت الذي تتوالى فيه الانتصارات الدبلوماسية والإشادات الدولية بمبادرة المغرب للحكم الذاتي في الصحراء تحت سيادته كحل وحيد عادل وواقعي للنزاع المفتعل، يخرج عزيز غالي، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، بتصريحات مستفزة تنم عن وضاعة وحقارة لم يسبقهما مثيل.

فبدلاً من الانتصار للإجماع الوطني حول مغربية الصحراء، اختار غالي “الرخيص” أن يصطف بشكل علني إلى جانب أطروحات انفصالية تدعمها جهات معادية للوحدة الترابية للمملكة، متبنياً ما يسمى بـ “تقرير المصير” المزعوم.

تصريحات عزيز غالي التي أدلى بها لبودكاست Talk21 على موقع “عربي21″، والتي عارض فيها علانية وبشكل صريح مخطط الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية، لا يمكن تفسيرها إلا كخيانة واضحة لواحد من أسمى ثوابت الأمة وركائز الوحدة الوطنية. إن دعمه لما يسمى بـ”تقرير المصير” يخدم أجندة الانفصال التي تقودها ميليشيات البوليساريو بدعم مباشر من النظام الجزائري، وهو بذلك يتماهى مع خطاب عدائي تجاه المغرب.

يبدو أن غالي، الذي يفترض أن يكون مدافعاً عن حقوق الإنسان، قد نسي أن خيار الحكم الذاتي ليس فقط مبادرة مغربية، بل أيضاً مشروع متكامل يحظى بدعم دولي باعتباره الحل الوحيد القابل للتطبيق لنزاع مفتعل دام لعقود. فهل حقوق الإنسان في نظره تشمل دعم الميليشيات المسلحة التي تتخذ من مخيمات تندوف مسرحاً للانتهاكات الفاضحة لحقوق المدنيين المحتجزين هناك وتستهدف المدنيين العزل فوق الأراضي المغربية بتفجيرات إرهابية؟

والمثير أن عزيز “الرخيص” لا يكتفي بموقفه المناهض لمقترح الحكم الذاتي، بل يروج لروايات مغلوطة تُعيد إنتاج خطاب عفا عليه الزمن. فهو يدعم وهم “الشعب الصحراوي” الذي يتم استغلاله كشعار فارغ لتبرير استمرار النزاع. إن تجاهل غالي للحقائق التاريخية والقانونية والسياسية التي تؤكد مغربية الصحراء يُظهر إما جهلاً مدقعاً أو نية مبيتة لضرب وحدة البلاد.

والأدهى أن غالي يتحدث باسم الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، لكنه يغض الطرف عن الانتهاكات الجسيمة التي تُرتكب في مخيمات تندوف، حيث يتم احتجاز الآلاف في ظروف لا إنسانية. فأين مواقفه من قمع حرية التعبير والاختطافات والتعذيب التي تمارسها البوليساريو؟ أم أن حقوق الإنسان بالنسبة له تقتصر على مناطق معينة تخدم أجندته السياسية؟

إن موقف عزيز غالي هو موقف معزول يتناقض مع الإجماع الوطني والشعبي الذي يعتبر الصحراء جزءاً لا يتجزأ من التراب المغربي. إن الاصطفاف إلى جانب أعداء الوحدة الترابية للمغرب هو انتحار سياسي وأخلاقي يضع صاحبه في خانة المتواطئين مع أطروحات تستهدف استقرار المغرب وسيادته.

ولا يمكن لمثل هذه التصريحات أن تمر مرور الكرام. يجب على الجمعيات والمنظمات الوطنية، التي تؤمن حقاً بوحدة المغرب وسيادته، أن تتبرأ بشكل قاطع من هذه المواقف، وأن تضع حداً لاستغلال قضايا حقوق الإنسان لتبرير خيانة الوطن. كما يتعين على عزيز غالي تحمل تبعات تصريحاته التي تخدم أطروحات انفصالية مشبوهة وتتجاهل المصلحة العليا للمملكة.

إن قضية الصحراء المغربية ليست مجالاً للمزايدة أو الانتهازية السياسية. من يقف مع الوطن يقف مع الوحدة والسيادة، ومن يساند أطروحات الانفصال يقف في صف أعداء المغرب. تصريحات عزيز غالي الأخيرة ليست مجرد زلة لسان، بل انحراف خطير يتطلب موقفاً حازماً من جميع القوى الوطنية. فلا مكان في المغرب لمن يخون الإجماع الوطني تحت أي ذريعة كانت…. ومن ليس مع المغرب فهو مع الانفصال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى