نداء للحرية الفكرية في الجزائر..64 شخصية ثقافية وفكرية تطالب بالإفراج عن بوعلام صنصال

في خطوة تعكس التضامن الدولي مع حقوق الإنسان وحرية التعبير، وجهت 64 شخصية ثقافية وفكرية بارزة رسالة مفتوحة إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، تطالبه بالإفراج عن الكاتب الجزائري بوعلام صنصال، الذي اعتقل مؤخرًا بسبب مواقفه النقدية ضد النظام. هذه الرسالة، التي وقعها عدد من الكتاب والفلاسفة والمثقفين الفرنسيين، تدعو إلى ضمان حرية الفكر في الجزائر، معتبرة أن قضية صنصال تمثل قضية جماعية تتعلق بجميع المثقفين والفنانين في البلاد.
منذ اعتقاله، أصبح بوعلام صنصال رمزًا للكفاح من أجل حرية التعبير في الجزائر. كاتب ناقد ومفكر جريء، لا يخشى إبداء آرائه بشأن القضايا السياسية والاجتماعية، وهو ما جعل منه هدفًا للنظام. وقد حث الموقعون على الرسالة الرئيس الجزائري على ضمان إطلاق سراح صنصال وتمكينه من العودة إلى عمله الأدبي والفكري. إنهم يرون في هذه القضية أكثر من مجرد اعتقال فردي، بل هي مؤشر على تراجع حرية التعبير في البلاد.
في الرسالة، أكد الموقعون أن الطلب ليس مجرد دعوة للإفراج عن شخص واحد، بل هو نداء لضرورة احترام حرية الفكر في الجزائر. إن حرية التعبير، كما قالوا، هي أساس أي مجتمع ديمقراطي، ويجب أن تُحترم حقوق جميع المفكرين والفنانين بغض النظر عن آرائهم السياسية أو الفكرية. هذا المطلب يتماشى مع القيم الإنسانية التي تروج للعدالة، والتسامح، والحوار.
في الوقت ذاته، رفض الموقعون العنف الذي تمارسه الأنظمة القمعية ضد المعارضين، وأكدوا ضرورة رفض أساليب القمع التي تعود إلى العنف والإرهاب، مشيرين إلى ضرورة اتباع أسلوب التسامح والانفتاح على الحوار. كما استشهدوا بكلمات الزعيمة البورمية أونغ سان سو تشي: “أعظم عمل يمكن لشعب أو أمة تحقيقه هو تحقيق تطلعاتهم بالانضباط والسلام”.
من بين الموقعين على الرسالة، نجد فلاسفة مثل إلين شواراكي، باسكال بروكنر، وميشيل مافيسولي، بالإضافة إلى كتاب ومخرجين مثل ألكسندر أركادي، دانييل سالفاتوري شيفير، وفرنسوا كاسبي. هؤلاء، من خلال توقيعهم على هذه الرسالة، يعبّرون عن تضامنهم مع صنصال ويروون أن هذه القضية هي جزء من نضال أوسع للدفاع عن حرية الفكر والإبداع.
ختامًا، أكدت الرسالة أن إطلاق سراح بوعلام صنصال ليس مجرد خطوة من أجل حقوقه الشخصية، بل هو أيضًا تأكيد على الالتزام بالقيم الأساسية للإنسانية: العدالة، والحرية، والسلام. هذه الرسالة تعد دعوة للمجتمع الدولي إلى الوقوف ضد القمع، ودعم حق كل فرد في التعبير عن رأيه بحرية دون خوف من الانتقام أو الاعتقال.