“خياط خاطرو”.. علي المرابط يَحيك منصبا عسكريا “أوفر سايز” لمهدي حيجاوي (كاريكاتير)

من اعتاد على حياكة المؤامرات والدسائس بخيوط رفيعة تتداخل فيما بينها دون أن تنصهر الواحدة ضمن نطاق الأخرى، لن تعوزه الهمة والإرادة لتعلم مهارة جديدة، بعيدة في ظاهرها عن ما أَلِفَهُ لكنها تصب في عمقها في مستنقع الوحل والضحالة، حيث اعتاد السباحة بأريحية إلى أن يبلغ مقصده وترضى عنه الكابرانات، الذين يرتدون بدورهم بذلا عسكرية “مبهدلة” منسوجة من ثوب ذو جودة بخسة لا تصلح لامتصاص السوائل. والشاهد على الأمر، كبير العساكر السعيد شنقريحة “تبول” ذات غفلة منه عام 2021 خلال مشاركته في أشغال مؤتمر موسكو التاسع للأمن الدولي.
لكن وبإيثار كبير وحبا في خدمة الآخر، تستطيع العساكر أن تنتظر في “طوابير طويلة” وهذا ملعبها، إلى أن يحين دورها ويتسلم الخياط علي المرابط طلبيتها المتمثلة في حياكة بذل عسكرية “مليحة”. فالأهم والغير قابل للتسويف أو التأجيل الآن هو الدفع بخياط العساكر لأن ينهمك في إعداد ثوب عسكري رفيع مرفوق بنياشين براقة تليق بمستوى “خبير أمني” من طينة مهدي حيجاوي، طريد المديرية العامة للدراسات والمستندات.
فمن خلال مطابقتنا لمضمون خرجته الأخيرة مع لغة جسده، يتضح جليا أن علي المرابط “حافظ وما فاهمش” ويستدعي الافتراء ونقيضه. بل إن المسكين يتوافر على ذاكرة السمكة، إذ معها لا يقوى “الخياط” على “رتق” ربط منطقي ومتصل مع ما تفوه به في “الحلقة السابقة” من معلومات في حق “زبونه” مهدي حيجاوي وما انخرط في ترديده اليوم بغباء تصله شظاياه من بلاد قصر المرادية.
وحتى لا تتوه منا ومنكم البوصلة ونَغْدُو حَيَارَى، ندعوكم للتأمل في سرديات منشق عن الوطن في دفاعه المستميت عن منشق مثله:
حتى يصنع من مهدي حيجاوي شخصا ذات شأن كبير رغم صغر سنه وخبرته الفتية في الحياة، لم يخجل علي المرابط من نسج سيرة ذاتية مهنية لمراهق لا يتجاوز سنه ال17 سنة بحلول 1990، وهو يُلحقه بصفوف “لادجيد” كموظف استخباراتي. فمن رأى النور عام 1973 لم يكن ليتجاوز صفوف السنة ثانية بكالوريا، على أبعد تقدير عام 1990، حيث ضبابية المستقبل تُسيطر على عقول التلاميذ وقتها. وحتى إن افترضنا جدلا، أن العبقري حيجاوي مشروع نابغة كانت لتتهافت مؤسسات الوطن على استقطابه والاستفادة منه، فلن يكون “قانونا” بمقدور “لادجيد” أن توظف مراهقا في صفوفها لما في الأمر من مسائلة قانونية هي في غنى عنها.
ولمزيد من البهارات “الحارة”، فإن “لاجيد” وفق هلوسات المرابط دائما، لم تكتفي بتوظيف مراهق بل حرقت المراحل في ملفه الوظيفي عبر منحه رتبة “لاجودان” كبداية في مشواره المهني، ثم خلقت الاستثناء لأجل عيونه وجعلت منه “كولونيل ماجور” في جُنح الظلام ربما. والحال أننا لا نعرف أي الحقائق نتبنى… هل نصدق صديقنا الاستقصائي وبالتالي نرفع عنه الحرج أم نحتكم إلى الصورة التي بثها بشأن رتبة مهدي حيجاوي. فالصورة كما هي تترجم رتبة “كولونيل”.
وبخلاف الواقع المشفوع بالأدلة، يأبى علي المرابط إلا أن يقدم للرأي العام مهدي حيجاوي على اعتباره شوكة في حلق الأجهزة الأمنية، وأن فراره يبقى محط تشويش وإرباك لها، رغم أن الأخير لم يكن إلا مجرد موظف بسيط اقترف أخطاء مهنية جسيمة استدعت فصله لما فيه صالح واستمرارية للمرفق العمومي. هذا دون الخوض في حيثيات الفساد المالي الذي تورط فيه المعني بالأمر، وتمتد تشعباته خارج الوطن لتتقاطع مع شبكات تهريب المخدرات وغسيل الأموال. ثم ماذا بعد؟!.. المرابط “العارف بالخبايا” جاء ليُداري خِصلة المُرتشي المتأصلة في شخصه بمنحه شرف محاربتها عبر الوقوف سدا منيعا لممارسيها “المزعومين” من رجالات الاستخبارات والجيش.
وبإشراك خبيث ومُبَيت للمؤسسة الملكية في ملف مهدي حيجاوي، يزعم علي المرابط أن “زبونه” صاحب “الأوفر سايز” قد طُرد من “لاجيد” عام 2011 بأمر ملكي، ليعود إلى الواجهة عام 2017 من بوابة القصر الملكي حيث تم توظيفه. وهنا لا العُرف ولا القوانين ولا حتى المنطق يستسيغ أن نفس اليد التي خطت -زعما- العزل قد تَخُط قرار التوظيف. ما يُبرهن بالملموس أننا أمام متحدث جاهل يضرب عدد سالب في عدد موجب وينتظر أن لا تكون نتيجة العدد سالبة.
فحتى الأموات نسج معهم موظف “لادجيد” إياه علاقات وتدخل في مصائرهم، إذ وهبته الطبيعة قدرة استشعار حركاتهم وسكناتهم أو حتى تقلب أجسادهم تحت الثرى. المرحوم الطبيب العسكري مراد الصغير الذي وافته المنية بطنجة إثر احتشاء في عضلة القلب أصبح مقتولا، استنادا لافتراءات نقلها المهرطق علي المرابط على لسان “حفار لقبور” مهدي حيجاوي ليدحض عِلمية الحجج ويُرسي فرضيات المؤامرة والتعقب ثم ينسف حتمية الأجل المبثوث في اللوح المحفوظ.
ولتأخذها منا نصيحة يا المرابط، انشغالك بالدفاع المستميت عن مهدي حيجاوي لا ينبغي بأي حال من الأحوال، أن يُنسيك “دير الصواب” مع أولياء نعمتك العساكر. أي نعم قد أمهلوك مُدَدً زمنية مفتوحة لإنجاز صفقة تجديد بدلاتهم العسكرية لأجل عيون طريد “لاجيد”، إلا أنك مُلزم باستدعاء مهاراتك في النسج والحياكة حتى تكسي أجسادهم بأثواب عسكرية تُداري عورتهم وتحكم زلاتها “المباغتة” وتقي شنقريحة ورجاله “فضيحة العَرَضْ”.