تعويذة  “خوتي المغاربة”.. وُصولية حميد المهداوي تُدَرَّسْ لمن لا يعرفون من أين تُأكل الكتف (كاريكاتير)

الانتهازية أو الوصولية باعتبارها صفة خبيثة، هي ممارسة تتم عن وعي تام بغاية تحقيق مكاسب نفعية تتعارض في جوهرها مع مبدأ الشفافية وإتباع المنهاج القويم لبلوغها. وحتى لا نُضفي على الحديث صبغة مثالية أو ما شابه، فإننا نُقر بأن أصحاب النزعة الانتهازية في الحياة يصلون إلى ما يصبون إليه ويُحققون الأهداف المنشودة، متسلحين بيقظة المُحارب وصبر الصياد حتى لا تبتعد عن ناظرهم أي فرصة قد تكون ذهبية في حينها.

وأي متابع لليوتيوب المغربي سَيَلْحَظُ، لا محالة، أنه يعج بالانتهازيين ممن لا تحكمهم هوية واحدة واضحة، لأنهم يتقمصون كافة الأدوار في الحياة ويعتلون المنصات الاجتماعية لإقناعنا بأنهم مغاربة أكثر منا وبأن ماء وجههم فِداء المغاربة في سبيل إنقاذهم من هلاك مفترض.

ومع كل كبسة زر يمسح كبير الوصوليين حميد المهداوي عرق جبينه ويسترد مقابل “ماء وجهه” المبعثر ألوفات وملايين تكفي لشراء الضيعات والسيارات الفارهة. لا بل أكثر من ذلك، إنها تفتح للرجل أبواب نادي الأثرياء المُوصَد في وجهه حينما كان حذائه لا يتجاوز حدود جماعة الخنيشات. بينما اليوم “والوقت ضاحكة” في وجهه صار الهضراوي يرفع اللافتات ويُطلق ساقه للريح في مسيرة “مصورة” على الأقدام من الرباط إلى القنيطرة عام 2017 تحديدا، لملاقاة البسطاء من المغاربة ممن توسموا فيه خيرا، واعتبروه آنذاك شعلة أمل من شأنها أن تجثم على أنفاس المفسدين بحق، قبل أن يتفاجؤوا بأن المعني بالأمر مجرد عابر سبيل انقطعت به السبل ووجد في الإعلام والصحافة مدخلا رحبا للاغتناء، وأكل الغلة وسب الملة، بين الفينة والأخرى، حفاظا على شخصية “الصحافي الحر” وصونا لمكاسبه المادية الآخذة في الزيادة اللهم بارك.

لكن مهلا، من أين ينبعث المتسلقون أمثال الحلايقي حميد المهداوي ويجدون موطئ قدم لهم داخل المجتمع. إنها قلة العلم الرصين والاستعاضة عنه بعلم طارئ دخيل يتجلى في المنصات الاجتماعية التي صارت محددا فَجًّا لما قد تصير عليه السياسات العمومية بالبلاد وما تفرضه على المتابعين من تطبيع مع انتهاك سمعة الشخصيات العامة بهدف كسر شوكتها وإرغامها على “طلب سلة بلا عنب” مع عُباد الأدسنس.

إنما واقع التجربة يثبت غير ما مرة، أنه ليس كل من يعرف من أين تُأكل الكتف ينتهي به المطاف غانما باللحم وزبدها، فقد يكتشف المرء أنه “كيكدد العظام” فقط لأن لحم ضحاياه مُرٌّ للغاية.  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى