كاريكاتير | مدرسة العالم الآخر.. حيث تباع المبادئ وتُصادر الحريات وتُطمس الحقائق
هنا مدرسة العالم الآخر، هنا يٌلقن الطابور الخامس عددا لا نهائيا من المحاضرات حول كيفية التمكن من إزدواجية المواقف ، هنا يجاهد مدعين النضال في كل رمشة عين و مع كل شهيق و زفير في طمس الحقائق و قمع صوت الحق بل و بيعه مقابل ثمن بخس، هنا ستتجد التناقض الصارخ بين ادعاء الدفاع عن الأفراد و الحريات و القيم و الوطنية و التركيز على القضايا الجانبية و غياب التضامن مع أصوات الحق.
بعد مرور مايزيد عن عشرة أيام عن إعتقال الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال بسبب تصريحات له حول المغرب و تاريخه و تاريخ الجزائر الذي إعتبرته هذه الأخيرة تجاوزا للخطوط الحمراء، لم نسمع لطلاب الطابور الخامس و المدافعين عن حقوق الأفراد و الحريات صدى خصوصا من أولئك الذين يبدون إهتماهم بكل ماهو مغاربي و كأن هذا المصطلح لا يثيرهم فيه إلا ما هو مغربي و هنا أتكلم عن عبد الحق سمبريرو و علي المرابط وفرانسيسكو كاريون الذين اكتفوا بنقل خبر إعتقال صنصال و تبرير إعتقاله و مهاجمة المتضامنين مع صنصال، أليس هذا الأخير بكبير في السن ولا يقوى على أسوار السجن كما تقول دنيا الفيلالي و زكرياء المومني عن محمد زيان أم أن التضامن يستوجب أن تكون خائنا مغربيا مثلهم في حين أن الأصوات الحرة ليس لها من نصير غير الله.
إعتقال بوعلام صنصال اليوم يكشف لنا واقع النضال الزائف و يسلط الضوء على أولويات الطابور الخامس و يفضح هوسهم في تنفيذ أجندات مدرسة العالم الآخر الهادفة إلى تقسيم المغرب و زعزعة إستقراره مع صرف النظر عن القضايا الحقيقة و الإنتهاكات الممارسة في حق و كرامة المناضلين بالجزائر.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو لماذا يدّعي البعض النضال من أجل بعض القضايا الجانبية بينما يصمتون أو بالأحرى يتجاهلون قضية اعتقال بوعلام صنصال أبرز الأصوات الفكرية الجزائرية ؟ أليس الدفاع عن حرية التعبير والمثقفين جزءًا لا يتجزأ من النضال الحقيقي، ألا تستحق سيادة المغرب على أراضيه نضالا و كفاحا في وجه الأعداء؟